من المختارات لكم (37): هذه هي السلفية يا سعود الفنيسان
هذه هي
السلفية يا سعود الفنيسان
(وكل خير في اتباع من سلف!)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد تابعت مداخلة الشيخ سعود الفنيسان أصلحه الله في برنامج (حراك) الذي استضاف الأخ الشيخ عبدالعزيز الريس حفظه الله تعالى، وكانت مداخلته مفاجئة لمتابعه من موافقيه ومخالفيه! وما فيه من فرط الجهل! وتهور الطرح! والخلط بين المعلومات العقدية والحديثية والفقهية! ومن أبشعها وأشنعها إنكاره (مسمى السلفية) والانتساب (للسلف) وأن الاسم لا يدل على منقبة! وأن كل من مضى سلف! فجمد على المعنى اللغوي، ونسي انتقاله للمعنى الشرعي، واستخدامه فيه، وصار منقبة من المناقب، الانتماء إليه مكسب، واتباع سبيل أهله مطلب، وحبهم من عظيم القرب، ومن علامات البدعة والزندقة انتقاصهم ومذمتهم ومخالفة سبيلهم، وهذا المقال مستلٌّ من كتابي "السلفية منهج شرعي ومطلب وطني" مع بعض الزيادات، فأقول:
السلفية لغة: نسبة إلى السَّلف، وهو التقدم.
قال ابن فارس: «السين واللام والفاء أصلٌ يدلُّ على تقدُّم وسبْق، من ذلك السَّلَف: الذين مضَوا. والقومُ السُّلاَّف: المتقدِّمون .. والسُّلفة المعجل من الطعام قبل الغداء .. ومن الباب السَّلَف في البيع، وهو مالٌ يقدَّم لما يُشتَرى نَساءً. وناس يسمُّون القَرضَ السَّلَف، وهو ذاك القياسُ لأنَّه شيءٌ يُقدَّم بعوض يتأخّر» [معجم مقاييس اللغة: 3 /95].
ومنه قول القائل: كما أسلفتُ، أي كما قدمت من كلام.
والسلف: الجيل المتقدم، وهو إما صالح وإما طالح.
والسلف الصالح هم: كل من تقدم من الصالحين، وعلى رأسهم نبينا محمد r وسائر النبيين الذين قال الله تعالى فيهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ) (الأنعام:90) وكذا الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
والسلف الطالح هم: كلّ من تقدم من أهل الضلال، فهم أسلاف كلّ صاحب ضلالة، كأسلاف المشركين الذين قالوا عنهم: (إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزُّخرف:23) .
السَّلفية اصطلاحاً: هي طريقة السَّلف الصالح في الفهم والتطبيق للنصوص الشرعية ومقاصدها.
محترزات هذا التعريف:
«طريقة» السيرة التي كانوا يسيرون عليها.
«السلف الصالح» يخرج به السلف الطالح.
«الفهم» يجمع كل علمٍ من علوم السلف.
«التطبيق» يجمع كلّ عمل.
«للنصوص الشرعية» قيد الكلي وهو أخذ ذلك الفهم والتطبيق من مصدر واحد وهو: الشرع، المتمثل في أدلة الكتاب والسنة.
«ومقاصدها» فيما لا نص فيه، فينظر إلى فهم السلف وتطبيقهم لأنهم أعرف الناس بمراد الشارع من غيرهم.
فالسلفية بهذا المفهوم تحمل معنيين؛ أحدهما عام والآخر خاص.
أما المعنى العام: فهو الإسلام، فالإسلام طريقة سلفية، لأن الإسلام الصحيح هو الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وقام به الصحابة والتابعون وأئمة الدين، وهؤلاء هو السلف الصالح، فمن كان إسلامه كإسلام من تقدم فهو سلفي من هذا الجانب.
وكلّ من بقي معه من الإسلام شيء يصح الإسلام به، فهو سلفي بقدر ما معه من الإسلام، فإن زال الإسلام زال مسمى السلفية من باب أولى.
أما المعنى الخاص: فهو التزام أصول الاعتقاد التي أجمع السلف على التزامها، وعلى أن من خالف في شيء منها فهو مخالف: للسلفية، ويُلحق بأهل الأهواء والبدع.
وغالب إطلاق السلفية إنما هو بهذا المعنى، لأن المعنى العام يُكتفى فيه بمسمى الإسلام الذي سمانا الله تعالى به في مقابل الديانات الأخرى، أما المعنى الخاص فإن مسمى الإسلام لا يكفي في تمييز من هو على منهج السلف في المسائل العلمية والعملية، ممن خالفهم في شيء من ذلك ممن لا توجب مخالفتهم الخروج عن الإسلام.
وإذا أطلق السلف فإنه يعم كل من تقدم من أهل العلم والسنة، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم فهو إمام السلف، ونعم السلف، بل هو سلف المسلمين وإمامهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: «إن جبريل كان يعارضني القرآن في كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلى وإنك أول أهل بيتي لحاقًا بي فاتقى الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك» متفق عليه.
فلئن كان نعم السلف لفاطمة رضي الله عنها في الوفاة، فلنعم السلف هو في كلّ محاسن الأخلاق، وخيار السلف بعده r هم أصحابه y، ومن سار على نهجهم صورة منهم فهو من السلف، حتى لو كان حيا فهو (بقية السلف) وفي مثله يصدق الوصف بـ(السلفي).
ولهذا كان شتم السلف من قبائح الأخلاق، ومن علامات الساعة التي تدل على فساد الزمان، كما روى الترمذي في "جامعه" من حديث أبي هريرة عن النبي r أنه قال: «إذا اتخذ الْفَيء دُوَلا والأمانةُ مغنما والزكاة مَغْرَمًا وَتُعُلِّمَ لغير الدين وأطاع الرجل امرأته وَعَقَّ أُمَّهُ وَأَدْنَى صَدِيقَهُ وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد وَسَادَ الْقَبِيلَةَ فَاسِقُهُمْ وكان زعيم القوم أرذلهم وأُكْرِمَ الرجل مخافة شره وظهرت الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وشربت الخمور ولَعَنَ آخرُ هذه الأمة أولها فَلْيَرْتَقِبُوا عند ذلك ريحًا حمراء وَزَلْزَلَةً وَخَسْفًا وَمَسْخًا وَقَذْفًا وآيات تتابع كنظام بَالٍ قطع سِلْكُهُ» أخرجه الترمذي وقال : حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وروى الفاكهي في "أخبار مكة" (ح1570) عن ميمون بن مهران قال : صحبت ابن عباس رضي الله عنهما عشرين سنة ، فلما حضرته الوفاة قلت له : أوصني قال : «أوصيك بثلاث خصال فاحفظهم عني : لا تخاصم أهل القدر فيؤثموك ، ولا تعلم النجوم فيدعوك إلى الكهانة ، ولا تسب السلف فيكبك الله تعالى على وجهك في النار».
وعد أهل العلم: شتم السلف من دلائل انحراف ديانة الرجل، كما قالوا ذلك في:
مسور بن الصلت [كتاب المجروحين لابن حبان: 3/31].
وعمرو بن ثابت [الضعفاء للعقيلي: 3/262].
وإسماعيل بن موسى الفزاري [الكامل لابن عدي: 1/325].
وعباد بن يعقوب الرواجني [الكامل لاين عدي: 4/348].
وغيرهم.
فائدة: ذكر الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (11/36) أن رجلاً أخذ من باب العامة بسامرا ذكر عنه أنه يسب السلف فضرب ألف سوط حتى مات.
وذكر الزركلي في "الأعلام"(5 / 284) محرز بن خلف بن رزين البكري (ت413) وقال: وكان سلفيا، سمع في أحد أسواق القاهرة رجلا يسب السلف، فأمسك بطرف ثوبه، وصاح: أيها الناس، إني لا أرضى ؟ فتهاووا على الرجل حتى تقطع لحمه بين أيديهم.
وبالضد من ذلك كان من علامة أهل السنة: محبة السلف، وتعظيمهم، والحث على طريقتهم، والحنين إلى جيلهم ورعيلهم، والاستغفار لهم، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10) .
وفي "حلية الأولياء" (8 / 104) قال الفضيل بن عياض: «ما على الرجل إذا كان فيه ثلاث خصال إذا لم يكن صاحب هوى ولا يشتم السلف ولا يخالط السلطان».
إذا تبين ما تقدم من تحرير معنى السلف، وأنه اسم يدل على معنى شرعي، وهو دين النبي r وأصحابه وأئمة الدين، فإن الانتساب إليه شرف، والانتماء إلى أهله منقبة لا عيب فيها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في "مجموع الفتاوى" (4/149): «لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا، فإن كان موافقا له باطنا وظاهرا : فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنا وظاهرا . وإن كان موافقا له في الظاهر فقط دون الباطن: فهو بمنزلة المنافق، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله . فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم».
فهو اسم شرعي لا عيب على من دعا إليه، وحث على التمسك به، وشأنه شأن سائر الأسماء الشرعية تقبل ممن تسمى بها، فإن وافقت حقيقة الديانة والعمل وافق الاسم المسمى، وإن خالف الاسم الديانة والعمل صار التسمي به من باب الدعوى، كإطلاق الإسلام على المنافق!
وعلى هذا لا يشين اسم (السلفي) و(السلفية) مخالفات بعض من انتسب إليها أفراداً كانوا أو جماعات، كما لا يشين اسم الإسلام والإيمان مخالفات بعض أهلهما.
والسلفية وصف لمن سلك طريقة السلف – كما تقدم- فهو اسم محمودٌ شرعاً، وكل ما دلّ على معناه من الأسماء الشرعية التي ارتضاها العلماء فهو يدل عليها، بغير وجه من أوجه الدلالات، ومن تلك الألقاب الموافقة لمعنى السلفية:
(1) أهل السنة والجماعة؛ فهو يوافق معنى (السلفية) لأن السلف هم (أهل السنة) لاتباعهم سنة النبي r، وهم (أهل الجماعة) لنبذهم الفرقة والاختلاف، والخروج على ولاة أمر المسلمين، وأصل هذا اللقب قول النبي r في الفرقة الناجية: «من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي» رواه الترمذي، وقال: حديث مفسّر غريب.
فقوله r: «ما أنا عليه» يراد به السنة، وقوله: «وأصحابي» يدل على معنى الجماعة، لأن جماعة الصحابة هم أصدق مثال للجماعة الكاملة.
وهذا الوصف فيه إشارة واضحة على توافق (السلفية) و(المواطنة) وذلك لأن السلفيين كما إنهم (أهل السنة) لالتزامهم بالسنة النبوية، فكذلك هم (أهل الجماعة) والجماعة هي المقصد الأسمى لـ(الوطنية) الصادقة، وكلّ من اجتهد لجمع صفوف الوطن، والنصح له، فهو من (أهل الجماعة) فاجتمع في (السلفية) الصادقة: صدق الاتباع مع صدق الاجتماع، ولذلك هم أهل السنة والجماعة.
(2) أهل الأثر؛ يوافق معنى (السلفية) لأن طريقة السلف قائمة على تعظيم الأثر واتباعه، يقابلون بذلك أهل (الأهواء) و(الرأي).
(3) أهل الحديث؛ ومجراه مجرى (أهل الأثر).
وكل اسم دل على منهج أهل الحق في مقابلة مذهب أهل الضلال فأهل السنة أولى به من غيرهم، وإطلاقه على غيرهم كذب وزيف، لا يُنقص الاسم المحمود عن مرتبته، ولا يرفع المخالف لمضمونه عن مرتبته، وقد قال النبي r: «من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه» رواه أحمد ومسلم وكذلك من بطأ به عمله لم تسرع به نِسْبَتُه، والله أعلم.
ولفضيلة هذا الاسم تنسب إليه (العقيدة) و(الكتب) و(الأشخاص) فيقال: هذه عقيدة سلفية، وعقيدته سلفية، وهذا كتاب سلفي، وذاك رجلٌ سلفي، وقد أنكر الفنيسان أن يكون أحدٌ من السلف نسب نفسه إلى السلف أو نسبه غيره إليه! وهذه مجازفة وتهورٌ منه سامحه الله، وسوف أنقل له بعض من وصف بالسلفية من أهل العلم والفضل، لعله يرجع عن تلك المقالة المشينة المتهورة!
فمنهم:
[1] في "أخبار القضاة" (2 / 167) لأبي بكر ابن حيان (ت306) لم تكلم عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال: (قالوا: وكان إسماعيل بْن حماد بْن أبي حنيفة سلفياً صحيحاً).
[2] أبو عمر بن عات أحمد بن هارون بن أحمد النقري الشاطبي الحافظ.
قال عنه الذهبي في "العبر في خبر من غبر" (3 / 150) : (كان زاهدًا سلفيًا متعففًا).
[3] موسى بن إبراهيم بن محمود بن بشير، الإمام الفقيه الزاهد العابد أبو عمران البعلبكي الحنبلي، قال عنه الذهبي في "معجم شيوخه المختصر" (ص: 283): (وكان كذا متواضعاً سلفياً).
[4] ابن الصلاح تقي الدين أبي عمرو عثمان الشهرزوري صاحب المقدمة الشهيرة في مصطلح الحديث، قال عنه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (4 / 149) : (وكان سلفيًّا حسن الاعتقاد كافًّا عن تأويل المتكلمين مؤمنًا بما ثبت من النصوص غير خائض ولا معمق).
[5] يعقوب بن سفيان الفسوي قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13 / 183): (وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفيا، وقد صنف كتابا صغيرا في السنة).
[6] الإمام الدارقطني أبو الحسن علي بن عمر، قال عنه الذهبي أيضاً في "سير أعلام النبلاء (16 / 457) : (لم يدخل الرجل أبدا في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفيا).
[7] أبو عبدالله محمد بن يحيى الزبيدي، قال عنه الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (20 / 317) : (وكان حنفيا سلفيا).
[8] ابن هبيرة ابن المظفر يحيى بن محمد الشيباني قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (20 / 426) : و(كان يعرف المذهب والعربية والعروض، سلفيا أثريا).
[9] ابن المجد أبو العباس أحمد بن عيسى المقدسي قال عنه الحافظ الذهبي "سير أعلام النبلاء" (23 / 118) : (وكان ثقة ثبتا، ذكيا، سلفيا، تقيا، ذا ورع وتقوى).
[10] وقال الذهبي عن شيخه أبي الفضل البهراني القضاعي: و(كان دينا خيرا سلفيا مهيبا تام الشكل) هذا في "معجم الشيوخ" الكبير للذهبي (2 / 280).
[11] يحيى بن إسحاق الشيباني شيخ الذهبي قال عنه في "معجم الشيوخ الكبير" (2 / 369) : (وكان عارفا بالمذهب خيرا متواضعا سلفيا حميد الأحكام).
[12] أبو القاسم القوصي عبدالرحمن بن محمد الحنفي قال عنه الصفدي في "الوافي بالوفيات" (18 / 155) : (وَكَانَ سلفياً قوالاً بِالْحَقِّ ذَا سكينَة وإخلاص).
فهذه نقولات صريحة مليحة تدل على أن إطلاق لقب السلفي معهود متعارف عليه بين العلماء من قرون عديدة، فكيف ينفيها الفنيسان بلا حجة وبينة؟
وأختم بقول الذهبي "سير أعلام النبلاء" (13 / 380) : (الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا، نحويا لغويا زكيا، حييا، سلفيا، يكفيه أن يكتب بيده مائتي مجلد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمس مائة مجلد، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات، بنية خالصة وتواضع، وإلا فلا يتعن).
فالأمانة جزء من الدين يا شيخ سعود! والبينة مطلوبة منك اليوم في تهمك بالسلفيين، ووصفهم بأقبح الأوصاف وأشنعها ظلماً وعدواناً، والله تعالى يقول: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب: 58].
فهات بيناتك وبراهينك ودع الظلم فهو ظلمات في الدنيا والآخرة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الجمعة الطائف 12 ربيع الآخر 1434
تعليقات
إرسال تعليق