من المختارات لكم (69): ضمانات ربانية بنصرة المسلمين وعلوهم بالحق إذا نصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

ضمانات ربانية
بنصرة المسلمين وعلوهم بالحق
إذا نصروا الله ورسوله r(1)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله r.
أما بعد:
عند المسلمين ضمانات ربانية على علوهم ورفعتهم ، ومن ذلك:
نصر الله للمسلمين عليهم كما قال تعالى : ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج: 40)، وقال تعالى:﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ (غافر:51)، ولكن هذا النصر معلّق بأن ينصر المسلمون ربهم!، والجزاء من جنس العمل، وأعظم ما ينصر الله به هو رفع راية التوحيد، والدعوة إليه، ونبذ الشرك، والبراءة منه ومن أهله كما قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(النور:55) ، وهذه الآية نص في بيان الشرط الذي تقوم به دولة الإسلام، والمشروط لا يتحقق إلاّ به!، فلا تسمى الدولة دولةً إلاّ باستخلاف خليفة عليهم، ولا قيمة للخليفة إلاّ بالتمكين والسيطرة، ولا تنفع السيطرة إلا بأمنٍ يسود سائر الأفراد، وهذه الثلاث المتلازمة مشروط بقوله تعالى: ﴿يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾ ، ومثل ذلك قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ (الأنعام:82)، فالأمان مرتبط بدولة الإسلام، والأمان لا يتحقق إلاّ بالإيمان، وبقدر ما مع المرء من أيمان يكون نصيبه من الإيمان، ولهذا أكثر الشعوب أماناً أكثرها إيماناً وإقامة لدين الله تعالى، ومن قاس الإيمان بكثرة العدة، وكثرة العسس والشرط فقد ضل الطريق وأساء الفهم، وإلاّ فما أكثر ذلك في بلاد الكفر وهم أكثر الشعوب خوفاً وذعراً، وخفراً للمحرمات، وانتهاكاً للحرمات!.
ومن الضمانات على علو المسلمين: جهاد الكفار باليد واللسان، والله تعالى يقول: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾(التوبة:14).
وبشرنا بالعلو والرفعة عليهم فقال: ﴿فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً﴾ (النساء:91) .
وهذا العلو وصف دائم للمسلمين بالحجة والبيان، وفي الغالب بالقوة والسلطان، لأن ربنا الأعلى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾(الأعلى:1).
ونبينا محمد r مرفوع الذكر وهو أعلى قال تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح:4).
وكتابنا القرآن الكريم مهيمناً على كل الكتب فهو الأعلى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾(المائدة:48).
ونحن أمة الإسلام والتوحيد الأعلون، قال سبحانه: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾(آل عمران:139)، تكفل الله تعالى بنصرتنا وغلبتنا على الغير فقال : ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾(الصافات:171-173) .
وضمن الله لنا ضعف أولياء الشيطان عند اللقاء فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ﴾(النساء:76) .
والآيات في المعنى كثيرة جداً، والأحاديث مثل ذلك، فالواجب بالمؤمن أن يثق بوعد الله ورسوله r، وأن لا يدخل الوهن في فؤاده، وينخر الخور قلبه وقالبه، وليعلم أن نصر الله قريب من المتقين، والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(1).



(1) كلام منتزع من مقال لشيخنا بعنوان: عشر ضمانات ربانية بأن دولة اليهود لن تقوم في فلسطين، وهو منشور في الشبكة.
(1) الرياض شهر رجب 1424هـ.

تعليقات

  1. إسقاط الأدلة السمعية ( القرآن والسنة) على الأحداث الجارية خطير جداً. فهاهي إسرائيل قائمة، وهاهي. وهذا لا ينفي أنه ضربت عليهم الذلة والمسكنة.

    قوتهم لا تكمن في قوتهم، ولكن في خيانة جيرانهم.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني