مختصر كشف الشبهات 1: الرد على الجفري؛ والدفاع عن كتاب "الدرر السنية"

(مختصر كشف الشبهات: 1)
الرد على الجفري؛ والدفاع عن كتاب "الدرر السنية"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فقد نقل الجفري في حسابه في تويتر، كلاماً مصوراً من كتاب "الدرر السنية" (9/291) وفيه: (فمن لم يكفر المشركين من الدولة التركية، وعباد القبور، كأهل مكة وغيرهم، ممن عبد الصالحين، وعدل عن توحيد الله إلى الشرك، وبدّل سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم بالبدع، فهو كافر مثلهم، وإن كان يكره دينهم، ويبغضهم، ويحب الإسلام والمسلمين ; فإن الذي لا يكفر المشركين، غير مصدق بالقرآن، فإن القرآن قد كفر المشركين، وأمر بتكفيرهم، وعداوتهم وقتالهم) انتهى نقل المراد.
والكلام عن هذا "التكفير" فرعٌ عن الكلام في "حقيقة الكفر" وهذا هو محل الخلاف أصلاً بين الجفري وأهل السنة، فهو وأمثاله لا يرون هناك ما يوجب ردة المسلم أصلاً إلا في صورٍ لا ينكر الكفر بها حتى أبو جهل وأبو لهب! ولا يعرف معنى الشرك ولا الكفر الذي جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ذمّه، ولذا يكون الجواب المختصر أن يقال:
أن القائل المذكور –ولم يصرّح باسمه هناك- نص على المشركين! ، وقال: (المشركين من الدولة التركية، وعباد القبور، كأهل مكة وغيرهم، ممن عبد الصالحين، وعدل عن توحيد الله إلى الشرك، وبدّل سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم بالبدع) فنصّ على كفرهم بما هو مكفّر أصلاً بإجماع العلماء، كعبادة القبور والصالحين، ونبذ التوحيد، والرغبة في الشرك، وتبديل شرع الله تعالى، وهذه كلّها من المكفرات باتفاق العلماء.
فمن ثبت كفره بتلك الأمور؛ فهو مشرك كافر، وحكمه حكم المشركين في الدنيا والآخرة، ولا يعصم له مالٌ ولا دمٌ، كما صنع الصحابة مع المرتدين، وهم أمةٌ من الناس! يزعمون الإسلام ثم ارتدوا عنه، وكذلك صنع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه مع غلاة الرافضة، وإحراقهم له بالنار، مع أنهم يزعمون الإسلام وحب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك ما أجمع عليه العلماء بتكفير بني عبيد القداح وإباحة قتالهم، فكان الواجب على الجفري ومن نهج نهجه أن لا يناقش في "التكفير" وهو فرع عن "حقيقة الكفر" وناتجٌ من نتائجه، فحقه أن يقف طويلاً ويعرف الشرك الذي حرمه الله وحرمه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأباح به الدم والمال، فهو لا يعرف من حقيقة التوحيد إلا ما يعرفه أبو جهل وأبو لهب وكفار قريش بأنه لا خالق ولا رازق ولا محيي ولا مميت إلا الله، بل ربما خالفهم في ذلك وجاء بما هو أشد من ذلك كما هو موثق عليه بصوته، وزعم أنه الولي يخلق ويحيي ويميت! ويقطع الجنة لمن شاء أقطاعاً!
ويراجع كتابي "إظهار العوار" في ردي على الجفري (http://t.co/9Oe4h6SYEB  ) وستقف على صنوفٍ من عجائب جهله بالتوحيد، وحقيقة معنى الشرك.
ولذا يقال:
هب أنهم ارتدوا كما ارتد من ارتد من الناس في عهد الصديق، هل كنت ستقول كهذا الكلام أم لا؟
جواب العاقل المتبّع أن يقول:
نعم؛ إن ثبتت ردتهم!
فيكون الكلام هنا: عمّا "يثبت" الردة من القول والعمل والاعتقاد، لا عن "التكفير" وقبوله من رفضه.
فإن جَهِلَ الجفري أو تجاهل موجبات الردة في الدولة التركية ذلك الحين، وكثير من عباد القبور في مكة، فليراجع كتب التاريخ عند أهل التاريخ، وما كانت عليه الدولة التركية من: إقامة الشرك ونصرته، ومحاربة التوحيد، وتبديل شريعة الله تعالى، وإظهار شعائر الشرك في بلد الله الحرام، ورفع القبور، ومضاهاة البيت الحرام بها، وتقديم القرابين إليها، فوق ما هي عليه من ظلم الحجاج، وأخذ المكوس عليهم، وصدهم عن السبيل.
وقد يقع هذا كثيراً فيمن يزعم الإسلام، بل ويرى بأنه من الصالحين، من غلاة الصوفية والرافضة وأشباههم، وينظر على سبيل المثال مقالي: أهذه الصوفية التي يريدون (http://badralitammi.blogspot.com/2015/07/83.html )
فلا يناقشني الجفري في "التكفير" و"القتال" ويهوّل بذلك على الجهال، بل ليخبرنا أولاً ما هو التوحيد الذي أمر الله به، وجعلها شرط دخول الجنة، وقبول الأعمال، وما هو "الشرك" الذي نهى الله تعالى عنه، وجعله موجباً للخلود في النار، ومحبطاً للأعمال.
وبعد ذلك؛ إن ثبت أنهم كفروا المسلمين بما ليس بمكفر، واستباحوا الدم بذلك، فهؤلاء خوارج، وهم وداعش في الحكم سواء!
وإن ثبت أنهم ما كفروا إلا بما هو مكفّر بإجماع المسلمين، فهم على الحق، وهم بخلاف ما عليه خوارج اليوم من تكفير المسلمين واستباحة الدماء المعصومة بغير حق.
ثم ليُعلم أن:
أئمة الدعوة النجدية؛ طريقتهم سنية سلفية مرضية، وهم في باب الإيمان والتكفير وسطٌ على صراط مستقيم بين: الخوارج والمرجئة، وقد بينت هذا في كتابي " براءة كتاب الدرر السنية من العقائد الغوية" : cutt.us/zEGq .
جرى كتابة هذه التعليق المختصر لكشف شبهة الجفري، ومحل البسط في غير هذا الموطن.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الأحد 4 شوال 1436هـ
روابط ذات علاقة:



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني