من المختارات لكم (83): من الصوفية من هم أكفر من أبي جهل وأبي لهب!

من الصوفية : من هُمْ أكفر من أبي جهلٍ وأبي لهبٍ!
(من مشاركاتي في "الساحة الإسلامية")
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فقد حكى الله تعالى عن كفار قريش في أكثر من موطنٍ في القرآن الكريم أنهم يشركون بالله تعالى في الرخاء ، ويفزعون إليه في الشدة ، قال تعالى : (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (يونس:22) .
وقال تعالى : (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) (النحل:53-54)
وقال تعالى : (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُوراً) (الإسراء:67) .
وقال تعالى : (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) (العنكبوت:65) .
وقد قرر شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – في أكثر من موطنٍ من كتبه: أن مشركي العصور المتأخرة أكفر من كفار قريش، وذلك لأن كفار قريش إذا ضاقت بهم الحيل، وعلموا عجز آلهتهم عن تحقيق مرادهم فزعوا إلى الله تعالى، أما كفار الأزمنة المتأخرة! فشركهم بالله يزداد في المصائب والمحن ، فيفزعون إلى آلهتهم: إلى القبور والأولياء ، وينادونها بالغوث والمدد ، والأخذ باليد!
وخذ من ذلك ما ذكره الزبيدي في (طبقات الخواص:102) في ترجمة: إسماعيل الجبرتي الصوفي شيخ الطريقة! فقال: ( إن الشيخ حضرة مرة سماعاً !! ، فلما كان في أثناء السماع إذا به قد صرخ صرخات كثيرة ، وجعل يجري في الطابق وهو يقول : الجلبة، الجلبة! ثم استقام وأخذ يشير بيده كالذي يمسك شيئاً، ثم وقف ما شاء الله كذلك ! ، ثم رجع إلى السماع! فلما كان بعد ليالٍ وصل الشيخ يعقوب المخاوي من السفر وأخبر أنه حصل عليهم في البحر ليلة كذا ريح عاصف وتغير البحر حتى أشرفوا على الهلاك ، وقال : فقلت : يا شيخ إسماعيل الغارة يا أهل يس! ، قال : فرأيته والله بعيني وقد أقبل على وجه الماء كالطائر ، وأمسك الجلبة بيده حتى استقرت ، وسلمنا الله تعالى ببركته!) .
قال الزبيدي: (وكان الشيخ يعقوب كثير السفر ، فشكا إلى الشيخ كثرة ما يحدث عليه من أهوال البحر !! ، فقال الشيخ قل : يا أهل يس!) .
قلت: فبالله يا أرباب العقول، ويا أصحاب الحِجا، أيهما أشد كفراً: كفار قريش أما أتباع هذه الطرق الصوفية الإلحادية، وانظر – يا رعاك الله – إلى هذا الشيخ الزنديق!، الذي يوصي مريديه بالفزع إلى أهل يس، والاستغاثة بهم من دون الله تعالى، فأيُّ دينٍ لهؤلاء؟ وأيُّ أيمانٍ لهم؟ والله تعالى يقول: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) (الإسراء:56) ، وقال تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (النمل:62) .
وقال تعالى : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) (سـبأ:22)
فهؤلاء كفار بنصّ كلام الله تعالى فيمن دعا غير الله ، قال تعالى : (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (المؤمنون:117) .
وقال تعالى : (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (غافر:14).
ثم تأمل هنا:
جاء في كتاب "تذكير الناس بكلام أحمد بن حسن العطاس" الذي جمعه : أبو بكر العطاس بن عبد الله بن علوي الحبشي سنة 1393هـ ، ما نصه : (وحكى سيدي رضي الله عنه عن الحبيب عبد الله بن عمر بن يحي أنه لما وصل إلى مليبار دخل على الحبيب علوي بن سهل ، فرأى في بيته تصاوير طيور وديكة وغيرها . فقال : يا مولانا إن جدكم صلى الله عليه وسلم يقول : " يكلف الله صاحب التصاوير يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح " فقال له الحبيب علوي : عاد شيء غير هذا ؟ فقال : لا قال : فنفخ الحبيب علوي تلك التصاوير ، فإذا الديكة تصرخ والطيور تغرد. فسلم له الحبيب عبد الله بن عمر له حاله. اهـ.
[ تذكير الناس بكلام أحمد العطاس ص 155 ] انتهى النقل.
وذكر صاحب "المشرع الروي" [ 2/21] أن الشيخ عبد الله باعباد سأل علوي بن الفقيه المقدم عما ظهر له من المكاشفات بعد موت والده فقال : (ظهر لي ثلاث : أحيي وأميت بإذن الله ، وأقول للشيء كن فيكون ، وأعرف ما سيكون) فقال عبد الله باعباد : نرجو فيك أكثر من هذا " . انتهى النقل
فأي كفر أظهر من هذا الكفر ؟؟؟
ثم تأمل هنا:
ذكر الزبيدي الصوفي في كتابه "طبقات الخواص" ( ص : 275 ) في ترجمة الصوفي محمد بن يعقوب الكميت المعروف بأبي حربة أنه ركب البحر مع جماعة فتغير عليهم الريح في بعض الأيام وانكسر الدقل وسقط الشراع وأشرفوا على الغرق ، فتعلقوا بالفقيه! ولازموه في كشف ذلك عنهم ، فقام إلى الدقل و وضع يده على موضع الكسر وقال : يارسول الله : اشعب! فالتأم الدقل بإذن الله تعالى وارتفع الشراع وساروا سالمين .
- قال الزبيدي - ويحكى عنه أنه كان يقول : ما استغثت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ أجاب وأراه بعيني الشحمية! .
قلت:
فاقرأ هذه الكلام يا من أنعم الله عليه بنعمة التوحيد، وسلامة العقل، واعرف مقدار فضل الله عليك كيف هداك واجتباك واصطفاك واختارك للهداية وسلوك الصراط المستقيم : (الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) وكيف أضل الله هؤلاء، وصرفهم عن التعلق به! ( ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم) فاحمد الله على العافية، واعرف فضل نعمة الله تعالى عليك، وأشبع لسانك وجنانك بقولك (الحمد لله رب العالمين) وأنت تقرأ الفاتحة في كل حين.
كتبه

بدر بن علي بن طامي العتيبي

تعليقات

  1. الانسان عدو لما جهل الله قادر على اعطاء مايريد لمن يريد فإن لم تر فقل الله اعلم وهل عندك دليل قاطع ان هذا كلامهم او مانسب لهم من كلام السلام

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني