من المختارات لكم (7) تعقيب على الدحيم

بسم الله الرحمن الرحيم
تعقيباً على مقال الدكتور محمد الدحيم
مصطلح (الإسلاميين) لا يقوله إلا غير المسلمين! والدين كلّه لله
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد قرأت في ملحق الرسالة في عدده الصادر يوم الجمعة 27 شوال 1430هـ تقريراً مختصراً منقولاً عن الدكتور محمد الدحيم، ومع اقتضابه إلا إنني رأيت فيه بعض ما لا ينبغي المرور عليه وإغفاله، خاصة لما يُظن بسعادة الدكتور من الخير، وعليه فإنني أُجمل التعليق على التقرير في وقفات عابرات، لعلّ الله يوضح بها المراد، ويصلح بها البلاد والعباد:
الوقفة الأولى: إطلاق مصطلح (الإسلاميين) محدث ليس من دين الله تعالى بين المسلمين، فهو مسمى أهل الإسلام كافة، ولا يميز هذا اللفظ (المسلم) عن (المسلم) وإنما يميز (المسلم) عن (الكافر والمشرك)، فأنا وأنت وذاك وأبي وأبوك وأمي وأمك إن لم يكونوا إسلاميين فمن الإسلامي؟
ولا يُعرف إطلاق هذا اللفظ اليوم إلاّ من طائفة خالفت السبيل، وخرجت عن مألوف قلوب المسلمين في الديار الإسلامية، وأحدثوا نهجاً مدنياً حديثاً يسمونه كيف شاءوا: علمانية أو ليبرالية أو تنويرية أو غير ذلك، فتغير الأسماء لا يبدل الحقائق، فهؤلاء لما أقحموا هذا المصطلح في أذهان أفراد المجتمع وألسنتهم نادوا على أنفسهم بالخروج عن الإسلام من حيث لم يشعروا، إذ من وصف غيره بوصف يرى أنه ليس فيه يصدق عليه الوصف بنقيضه! ومن نفى عن نفسه وصفاً فهو موصوف بنقيضه! والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان! والإسلام نقيض الكفر! فلو قال من وصف غيره بأنه إسلامي: أنا غير إسلامي! لنادى على نفسه بالكفر من حيث يشعر أو لا يشعر.
وتسمي المسلم بالإسلام لا عيب فيه ولا تثريب، والله تعالى سمانا المسلمين  فقال: (وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)(الحج:78).
وكل اسم حمده الله وأثنى عليه فهو محمود، (فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)(يونس:32).
الوقفة الثانية: المشروع النهضوي الذي ذكره سعادة الدكتور يقوم به المسلمون لخدمة دينهم ورعاية دنياهم، وقد يشترك المسلم والكافر في الحياة المدنية، ولكن لا يعني ذلك أمرين مرفوضين:
أحدهما: إقرار كلّ دين!
والثاني: الحياة بغير دين!
فهذان أمران -عند التحقيق، وصحة التطبيق- لا وجود لهما في الوجود! فيستحيل أن تجد نظاماً في العالم يقبل كل دين!
ويستحيل أن تجد في الوجود نظاماً يعيش بلا دين!
أما الأول: فلا بدّ أن يكون من الأديان ما هو منبوذ ومرفوض، ومن أبسط ذلك (التطرف ديانة) و(نشر الدعارة، وعبادة الفروج!! ديانة) و(المخدرات ديانة) وكل خلقٍ سيء يدعو إليه الجنس البشري الشيطاني هو في الأصل ديانة لصاحبه يقبله ويرتضيه وينادي له بكل قوته، وبكل جرأة ولو كان (عبادة الشيطان) أو(الشذوذ الجنسي!)
وكل هذه الأمور عقلاء البشر ينكرونها ويرفضونها ويحاربونها، فبطل بذلك دعوى : إقرار كلّ دين، وتحتم تمييز الحق من الباطل، وقبول الحق وردّ الباطل، والميزان الذي نميز به بين الحق والباطل عندنا معاشر المسلمين، هما: الكتاب والسنة لا غير.
أما الثاني: فليس في الوجود موجود لا ديني! وحتى اللادينية دينهم (اللادينية!) فالتدين ضرورة فطرية، لأنه ميول الأرواح المحرك للأبدان، وكل البشر مكون من روح وجسد، وليس من جنس البشر من لا تميل روحه إلى شيء مطلقاً، أو تتعاهده، أو تؤمن به، أو تكفر به، فدلّ ذلك على ضرورية التدين، ولكن: لما كانت هذه الميولات محتملة للخطأ والصواب، وللحق والباطل، كان الميزان الأكبر الذي يعرف به ذلك، هو: موافقة أمر الله وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن دين الله هو الدين الحق، وما سواه دين باطل، وليس عند الله دين إلا دين الإسلام كما قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ) (آل عمران:19) وقال: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ) (آل عمران:85).
فالدين كله لله تعالى، وما لم يكن لله تعالى فهو غير مقبول، ولا ينظر إليه، ولا يُعبأُ به، وعليه فصلاح الدنيا موكول بصلاح الدين، لأن الدنيا بأسرها ما خُلقت إلا للقيام بأمر الدين، ولهذا جعلت دار امتحان واختبار، وهذه الأطياف الأخرى وإن أُذن لنا (مطلق معاملتهم) أو (التعاون معهم بما شرع الله) إلا إنه لا يعني عدم أطرهم على الحق، وحثهم عليه، وإنكار ما خالفوا به الدين، والله تعالى يقول: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(الأنفال:39)، فحث على القتال لا على مباشرة القتل، وذلك بالتدرج معهم في البيان والإنكار، لدفع خطرهم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنه من كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل فيهم العامل الخطيئة فنهاه الناهي تعذيرا، فإذا كان من الغد جالسه وواكله وشاربه كأنه لم يره على خطيئة بالأمس، فلما رأى الله تعالى ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض على لسان داود وعيسى بن مريم (ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)(المائدة:78) والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على أيدي المسيء ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
فمعاً إلى النهضة الدنيوية يا سعادة الدكتور، ولكن تحت مظلة الدين! وما خرج عن الدين قيد أنملة؛ فمعذرة لن يقبله مسلم.
الوقفة الثالثة: رفض الدكتور الدحيم الاستقواء الاجتماعي بالدين، وأن لا يوضع في الواجهة ليتلقى الصدمات!
وهذا الكلام محل احتمال بين الخطأ والصواب، فإن كان المراد بوضع الدين في الواجهة للرد على المخالفين، والاستدلال بنصوص الوحيين لإظهار الحق، وإخماد نار الباطل، وإرشاد الناس إليه، فهذا أمر مشروع ومطلوب، بل ما تحرك الأنبياء والمرسلون، ولا الصالحون المصلحون، وجابوا الدنيا، وفتحوا البلاد، وقدموا دماءهم رخيصة إلا ودينهم في الواجهة، وكأن لسان حالهم يقول للعالم: ما جئناكم إلا بالدين، ولا قاتلنا ولا قُتِلنا، ولا فتحنا ولا انتصرنا إلا باسم الدين لا باسم: ملك، ولا دولة، ولا حزب، ولا إقليم، ولا لون، ولا عرق، وإنما جئنا كما قيل: لنخرج العباد من عبادة العبادة إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
والله تعالى يقول: (فَلَا تُطِعِ الكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا)(الفرقان:52)، أي بالقرآن الكريم.
فلا مانع أن نخدم ديننا، ونستقوي به على الآخرين في نصرة الحق، و(مَنْ كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَللهِ العِزَّةُ جَمِيعًا)(فاطر:10).
أما إن كان التظاهر بالدين وخدمته مجرد دعوى لتمرير بعض الباطل، فهذا مما حذر الله تعالى منه، ومن أهل هذه الأساليب كما قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)(آل عمران:7) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم من سمى الله فاحذروهم).
وهذا واقع! في تظاهر البعض بطرف من الدين، ونصوص الوحيين لتقرير باطلٍ هم عليه، كما هو حال طائفتين لهما الآن ظهور بعد خفاء:
إحداهما: التكفيريون المتطرفون المارقون!
والثانية: الليبراليون المتطرفون المارقون!
فكلاهما طرف في التطرف!، خالفوا سبيل هذه البلاد حكومة وشعباً، ومرقوا بتوجهات محدثة مبتكرة! ويغررون الأقماع والجهال بمتشابه الأدلة، فهولاء هم (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)(آل عمران:7) فالواجب علينا الحذر والتحذير منهم.
الوقفة الرابعة: أما منطق المؤامرة، فلا شك أن إلحاق تبعة كلّ فشل يقع من بعض أفراد المسلمين بظنية المؤامرة أمر غير مقبول، بل نحن الأعلون، ومن خالف أمر الله تعالى جُعل الذل والصغار عليه مهما كان كمّه وعدده! كما قال تعالى (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ)(الصَّف:8) وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)(الأنفال:36) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجُعل الذلُّ والصغار على من خالف أمري).
فعندما يُخذل المسلمون، وينتصر المخالفون –سياسياً أو اقتصادياً أو غير ذلك- لا لاستحقاق أولئك النصر، وإنما لتخلفنا عن تحصيله، لأن القليل منا بالله كثير، والله تعالى يقول لموسى عليه السلام وهو على بلاط فرعون وجنوده: (قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى)(طه:68) ، فنحن الأعلون وقد قال الله تعالى لنا: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(آل عمران:139)، ولنتأمل هذا الشرط للعلو: وهو الإيمان، فإن كنا مؤمنين فالعلو الرفعة والنصر في الدين والدنيا من نصيبنا، فالواجب هو الحث على الرجوع للدين، ونصر الدين بإشهاره وإظهاره، أما مجرد إصدار قانون يجرِّم الإساءة للرسل، أو سب الدين الإسلامي -ولا أقول: الأديان كما قاله الدكتور!- فهذا ليس مطلبنا لأنه واقع لا محالة من كل من ليس (إسلامي) كما قال تعالى (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)(آل عمران:186).
الوقفة الخامسة والأخيرة: قال الدحيم عن المرأة فيما نُقِل عنه في التقرير: (هي التي سجنت وكبّلت نفسها! ورضيت بهذا التقييد، وسمحت للآخرين بسجنها، وعلينا أن ننظر إلى النساء اللاتي خرجن من سجن الذات فوجدن فضاءات متسعة له).
قلت: لا أدري عن نوع هذه القيود! ولا نوع هذا السجن! ولا نوع هذا الخروج! ولا نوع هذا الفضاء الواسع الذي خرجن إليه! في كلامه.
ولكن: الذي أعرفه أن (أمثال) هذه العبارات لم أعهدها إلا على لسان المعارضين لحشمة المرأة وحجابها، وجرَت عادتهم بإطلاق أمثال هذه العبارات (قيود) (سجن) (تكبيل) (قمع الحرية) على ما شرعه الله من (الحجاب) و(الحشمة) و(القرار في البيت) و(عدم الاختلاط) ولن أحمّل الدكتور قولاً لم يقله، ولكن إن كان الشيء يذكر بالشيء، فقد ذكرت بهذه العبارات -من سعادته- عبارات أولئك القوم! ولا أقول إلا:
إن المرأة المسلمة المحجبة المتمسكة بدينها وأخلاقها، والمجانبة للاختلاط والتبرج والسفور، ليست: سجينة، ولا مكبلة، ولا مقيدة، بل هي الحرة الطاهرة النقية المخدومة، ولم تكن خديجة وحفصة وعائشة وصفية وأمهات المؤمنين ونساء المهاجرين والأنصار مكبلات مقيدات (محشورات!) وغيرهن من المتبرجات يعشن في (فضاء واسع).
بل هنّ أسعد حياةً، وأهنأ معيشةً، وغيرهن –والله- محشورات في ذل التبرج والسفور، وابتزاز الشذّاذ، حتى صرنَ في أسخف حياة وأحقرها، فتُزين بهنَّ غلاف المجلات، بل يبتذلن في تسويق الشعارات والدعايات، ويُقَدَّمَن إلى تزيين الحفلات، والتقارير والإحصائيات تشهد بذلك حتى بلسان من تجرعنّ حرارة التبرج والسفور ومرارته! قالت الكاتبة الإنجليزية الليدي كوك : ( إن الاختلاط يألفه الرجال ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنى، وهاهنا البلاء العظيم على المرأة - إلى أن قالت- علموهن الابتعاد عن الرجال، أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد).
وقال شوينهور الألماني: (قل هو الخلل العظيم في ترتيب أحوالنا الذي دعا المرأة لمشاركة الرجل في علو مجده وباذخ رفعته، وسهل عليها التعالي في مطامعها الدنئة حتى أفسدت المدنية الحديثة بقوى سلطانها ودنيء آرائها).
وقال اللورد بيرون: (لو تفكرتَ أيها المطالع فيما كانت عليه المرأة في عهد قدماء اليونان لوجدتها حالة مصطنعة مخالفة للطبيعة، ولرأيت معي وجوب اشتغال المرأة بالأعمال المنزلية مع تحسين غذائها وملبسها فيه، وضرورة حجمها عن الاختلاط بالغير).
وقال سامويل سمايلس الأنجليزي: (إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ من الثورة للبلاد فإن نتيجته كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية، لأنه هاجم هيكل المنزل، وقوض أركان الأسرة ومزق الروابط الاجتماعية، فإنه يسلب الزوجة من زوجها، والأولاد من أقاربهم، صار بنوع خاص لا نتيجة له إلاّ تسفيل أخلاق المرأة، إذ وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام بالواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكنها وتربية أولادها، والاقتصاد في وسائل معيشتها مع القيام بالاحتياجات البيتية، لكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل غير منازل!! وأضحت الأولاد تشبّ على عدم التربية، وتلقى في زوايا الإهمال، وطفئت المحبة الزوجية، وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة، والقرينة المحبة للرجل، وصارت زميلته في العمل والمشاق، وباتت معرض للتأثيرات التي تمحو غالباً التواضع الفكري والأخلاقي الذي عليه مدار حفظ الفضيلة).
وقالت الدكتورة إيدايلين: (إن سبب الأزمات العائلية في أمريكا وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو: أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الأسرة، فزاد الدخل وانخفض مستوى الأخلاق -ثم قالت- إن التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه).
وقال أحد أعضاء الكونجرس الأميريكي: (إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقاً إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة).
وقال عضو آخر: (إن الله عندما منح المرأة ميزة الأولاد لم يطلب منها أن تتكرم لتعمل في  الخارج بل جعل مهمتها البقاء في المنزل لرعاية هؤلاء الأطفال).
وقال شو ينهمور الألماني أيضاً: (اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملة بدون رقيب ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجة ولا تنسوا أنكم سترثون معي الفضيلة والعفة والأدب، وإذا متّ فقولوا: أخطأ أو أصاب كبد الحقيقة!!!).
فهذه شهادات نساء الغرب المجربات (للفضاء) المزعوم، وغيره، ومن طلب المزيد وجده في كتابي (الحرب الباردة على المرأة المسلمة) فأي فضاء تريده للمرأة المسلمة يا سعادة الدكتور؟!
بدر بن علي بن طامي العتيبي
مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني