من المختارات لكم (127): بين عمر الفاروق وخالد الفيصل
بين عمر " الفاروق " وخالد " الفيصل " الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد: فمن نعم الله تعالى أن جعل لدين الله تعالى أنصاراً، وقيّض لمعالمه حماة، ينفون عنه انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وتحريف الغالين، ويرفعون منار السنة، ويهدمون شعار البدعة، وهذه سنة الراشدين المهديين؛ وقد روى ابن أبي شيبة وابن سعد وابن وضاح بإسناد صحيح إلى نافع أن عمر بن الخطاب t أمر بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي r لأن الناس كانوا يقصدونها للصلاة عندها ، فخاف عليهم الفتنة. ونحمد الله تعالى أن منّ علينا بفيصلٍ يسير على سنن الفاروق، وجاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، حيث ظهرت شجرة في جنوب مدينة الطائف أراد الجهال أن يحييوا عندها سنة ذات الأنواط، وساقهم إلى ذلك المرتزقة المتلاعبون بالناس على حساب دينهم، فأوهموهم بأن لحليمة السعدية روضة في ديار بني سعد! ومسجداً وشجرةً زعموا أنها كانت تجلس عندها! فاستخفوا بعقول الجهال الأعاجم، فانتشر في تلك البقعة من البدع والشركيات ما الله به عليم، ولا علاقة لها بحليمة السعدية، ولا دليل ديني ولا تاريخي يدل على أدنى...