المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٨

من المختارات لكم (125): الإيضاح والبيان لجهل مهنا المهنا وحمد السنان

الإيضاح البــيــان لجهل مهنا المهنا ... وحمد السنان والدفاع عن الإمامين ابن باز والعثيمين رحمهما الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد: فقد عَرَض عليّ بعض الفضلاء تغريدتين في تطبيق «تويتر» لرجلين قد انحرفا عن السبيل، مع سوء الأدب، فيما يتكلمون به، وهذه من آفات أبناء الزمان، فلو أنَّهما اتَّبعوا أسلافهم في الضَّلال مع ما كانوا عليه من ديانةٍ وحياءٍ لكانوا على طرَفٍ من الخير، ورجاءٍ في طلَبه، والهداية إليه، ولكن عندما يجتمع الانحراف في العقيدة، مع قلةِ الأدب في التقرير والطَّرح والنِظَار تجزم بأنَّهم ما تربَّوا في مجالسِ العُلماء والرّجال! ولا شمّوا للأدب رائحة! ولكن ما الحيلة في السُّفهاء عندما يستعظم بعض الناس ما جاءوا به من شبه إلا الردّ عليها، كما ردّ الله تعالى على أسلافهم من أهل الغي والسفه فقال تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 142]، وعليه فأقول: قرأتُ ما طا

من المختارات لكم (124): تقسيم التوحيد بين جهالة البليد .. ومكابرة العنيد

تقسيم التوحيد بين جهالة البليد ... ومكابرة العنيد الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد: فإن الله تعالى خلق الخلق لغاية عظمى، ومقصدٍ أسمى، وهو أن يُعبد سبحانه ولا يُعبد سواه، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62]، وهو سبحانه أحدٌ له الأحدية الكاملة التامة، لأنه الخالق ولا خالق غيره، فكان له الحق أن يكون واحداً في ذاته وألوهيته وصفاته، فلا شريك له سبحانه في كلّ ما هو من خصائص ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته. والتوحيد: تفعيل بمعنى الإفراد، فيجب على المكلفين تجاه ربهم سبحانه وتعالى أن يفردوه سبحانه وتعالى بما هو حقه وحده دون سواه من الإقرار والعمل. وقد تباينت سُبل الناس في تقسيم التوحيد الواجب على المكلفين بكلام كثيرٍ، وكلٌ بحسب مذهبه واعتقاده، ولكلٍّ وجهة هو موليها، وقبل كلامي عن تقسيم التوحيد، ينبغي أن يُعلم أن التقسيمَ نوعان: النوع الأول: التقسيم النصّي؛ وهو

من المختارات لكم (123): غيرة الزبير بن العوام وحياء أسماء بنت أبي بكر

غيرة الزبير بن العوام وحياء أسماء بنت أبي بكر ومقارنة ذلك بـ: بلادة بعض أبناء الزمان! الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد: روى البخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: «تزوجني الزبير، وماله في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، - وفي رواية: غير ناضح، وغير فرسه - قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤونته وأسوسه، وأدق النوى لناضحه، فأعلفه، وأستقي الماء، وأخرز غربه، وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، فكان تخبز لي جارات من الأنصار، وكن نسوة صدق، قالت: وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على رأسي، وهي على ثلثي فرسخ، قالت: فجئت يوما والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر من أصحابه - وفي رواية: من الأنصار - فدعاني، وقال: إخ، إخ، ليحملني خلفه، قالت: فاستحييت وذكرت غيرتك - وفي رواية: فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته، وكان أغير الناس - فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أني قد استحييت، فمضى، فجئت الزبير، فقلت: لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصح

من المختارات لكم (122): تغيير الخطاب الديني .. ودسائس الماكرين

تغيير الخطاب الديني! ... ودسائس الماكرين الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد: فنسمع كثيراً في الآونة الأخيرة عبارة: « تغيير الخطاب الديني » وعامة من يتكلم بهذه الجملة ممن لا يُعرف بعلمٍ ولا فقه، بل تجد كثيراً ممن يتفوّه بها إنما هم من الزنادقة والحركيين المتحزبين، وعليه فأقول: قولهم: « لابدّ من تغيير الخطاب الديني » عبارة حمالة للحطب، سوَّقها الزنادقة الباطنية للتلاعب بنصوص الشارع ومقاصدها، وجاءوا بالتجديد في فهم الدين، إلى حدِّ تعطيل المفهوم اللغوي، والمدلول الأصولي: لكلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، فقول: « تغيير الخطاب الديني » لا يقوله إلا زنديق، أو جاهل باللغة والشرع، فالخطاب هو قول المخاطب، ولا خطاب معتمد ومعتبر إلا خطاب الله وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أراد تغييرهما فهو ملحد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. أما إن أراد تغيير « المدلول » فهو أيضاً من شأن الزنادقة المتلاعبين بالوحيين، والمخادعين بنصوص الشريعة، وهم على فريقين: [1] فريقٌ يبدل القواعد اللغوية والأصولية بفهوم وقواعد محدثة متناقضة على غير فهوم علماء