من المختارات لكم (63): الإرهاب: الكلباني يقول: نبتة سلفية، وعدو الإسلام يقول: نبتة إسلامية!

بسم الله الرحمن الرحيم
الكلباني يقول: الإرهاب نبتة سلفية!
حاله حال عدو الإسلام الذي يقول: الإرهاب نبتة إسلامية!
فكلاهما اتهم اسمين شرعيين إما بالبغي والعدوان أو بالتصور الخاطئ!
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقرأت -وقرأ الكثير- ما قاله عادل الكلباني من أن (داعش نبتة سلفية!) على حسابه في تويتر، ثم استنوق الجمل بعد هديره في صحيفة الرياض وجعله على صيغة السؤال! بـ(هل الإرهاب نبتة سلفية؟) ومصيبة الكلباني كمصيبة أعداء الإسلام! فكما تصور أعداء الإسلام أن الإسلام دين (دم) و(قتل) و(اعتداء) وربما كان تصورهم عن بغي وظلم وافتراء، أو عن تطبيقهم الإسلام المشوه على طائفة تكفيرية تفجيرية لعينة تشوه صورة الإسلام، فقالوا جميعاً: (الإرهاب نبتة إسلامية!) فكذلك وقع لعادل الكلباني! فهو إما أن انتمائه المشبوه لفرقةٍ من الفرق المنحرفة حمله على البغي على كل ما يمت للسلف والسلفية بصلة، وإما أنه رأى جماعة من الناس بالغت في التبديع والتضليل والتكفير تسمت بالسلفية فذم السلفية الذهنية، والسلفية الحقة منها براء، كما أن الإسلام الحق من تهمة أعداء الإسلام براء.
والسلفية اسم شرعي يرادف أهل السنة والجماعة، وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومذهب السلف لا يكون إلا حقاً، وهم خير القرون بنص قول النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فنبينا صلى الله عليه وسلم خير سلف وقدوة لهم، وهو وهم خير سلف وقدوة لنا، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) أي أنا وأصحابي (أسلافهم!) فهم بذلك (سلفيون) فلا عيب ولا تثريب في هذا الاسم ولا الانتساب إليه.
فاتهام عادل الكلباني للسلفية كان بمقدمات هي بعينها ونصها وفصّها كانت في كتابات ومقالات أعداء الإسلام حتى قالوا: الإرهاب نبتة إسلامية!
بل حتى داعش!
أعداؤنا المخالفون في الخارج يقولون: (داعش نبتة إسلامية!)
وكذلك:
أبناؤنا المخذلون كالكلباني! في الداخل يقولون: (داعش نبتة سلفية!)
والسلفيون لا يضرهم من خالفهم من الخارج.
ولا من خذلهم من الداخل.
ولا يفسد مسمى إسلامهم وسلفيتهم ما يقوم به رجال داعش الخارجية.
ولا يزال للزمان قيوده على لسان عادل الكلباني وجنسه! وإن كانت قد انحلت بعض عقد لسانه! ولكن لا يزال تحجزه بعض العقد عن (التصريح) فهو الآن في مندوحة (التلميح) ومن قرأ كلامه في صحيفة الرياض لم يبق إلا أن يقول: (داعش وهابية! ومحمد بن عبدالوهاب داعشي!) كما قالها غيره، وهذا كله كذب وزيف بينته في مقالات سابقة، وما داعش إلا مطية ووسيلة عند الكلباني لاتهام مذهب السلف! كما أن الإرهاب ما هو مطية ووسيلة لأعداء الإسلام لاتهام الإسلام، ولو لم يكن هناك داعش ولا إرهاب، لاختلق الكلباني غولاً يصفه بالسلفية! ثم ينزل عليه لعناته وغضبه!
فالمقصود هو مذهب السلف لا غير، وذكره بأن مذهب السلف هو اللين والتسامح، حق لا مرية فيه، وكذلك هو القوة بالحق، وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم، وجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم كما قال تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو سلفنا! : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [التوبة: 73].
فدين السلف قوي حكيم، يجمع بين اللين والشدة، والولاء والبراء، والحب والبغض، والصلة والهجر، والعفو والعقوبة، والجهاد والمسالمة، ومن أخذ ببعض الكتاب وكفر ببعض ضل وزل عن السبيل، والله المستعان.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الطائف: 29 شوال 1435هـ
روابط ذات صلة بالموضوع:
دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب سلفية معتدلة صادقة لا يضرها انتحال المبطلين



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني