من المختارات لكم (139) : هذا أقل ما عند عبدالله القصيمي من دلائل الإلحاد والكفر من كتاب واحد من كتبه

 

هذا أقل ما عند عبدالله القصيمي

من دلائل الإلحاد والكفر

من كتاب واحد فقط من كتبه

وهو كتاب "الكون يحاكم الإله"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإنني قد وقفتُ على اغترار كثير من سفهاء الشباب، وأهل الضلال ممن هَرِم على ضلاله وشاب: اغترارهم بكتابات عدو الله الملحد عبدالله القصيمي، حتى صار بالنسبة لهم: إماماً يُقتدى به في التمرُّدِ على الشرع، والجُرْأة على الله عز وجلّ، ونثر الشَكِّ، والاستهزاءِ بالدين، مع التيه بالغرب، والغمط من شأن المسلمين في دينهم ودنياهم، والقصيمي ممن أعمَّى الله بصيرته، وطبع على قلبه، وأضلّه بعد هدى كان عليه، وقد انتصب للردِّ عليه أساطين العلم، وسلاطين السنة، فتراشقوه من كلّ حدبٍ وصوب بالعديد من المصنفات في نقض "أغلاله"، وبيان ضلاله، ولما كان أكثر هذه الكتب غير موجودة اليوم، كما أن القصيمي زاد في غيّه وإلحاده بالعديد من الكتب بعد ردود عليه حيث توفي أكثر الذين ردوا عليه، وكشفوا ستاره، وأظهروا عواره، دبَّ بين بعض أبناء المسلمين العديد من كتابات الثناء عليه، وتعظيم كتاباته، وحث الشباب على قراءتها، والتهوين مما فيها من كفرٍ وإلحاد، فأحببتُ في هذه الأسطر القلائل أن أذكر من قبيح ألفاظ كفره وإلحاده ما يعلم به من لديه أدنى ديانة ما عليه ذلك الرجل من ضلال وانحراف، ولم أتعمد النظر في كلّ ما له من مصنفات، وإنما اخترت كتاباً واحداً من بين مؤلفاته، وهو كتاب "الكون يحاكم الإله" لأنقل منه الشيء القليل مما فيه من غاية الكفر والإلحاد لتستبين سبيل المجرمين، ويعرف الناس مبلغ ضلال الرجل، ولن أعلّق على كلامه إلا بما يلزم عند الحاجة، وقد ذكر الله تعالى لنا في كتابه الكريم بعض عبارات أهل الكفر في ذاته المقدسة، وفي شرعه مما تقشعر منها الأبدان، وتنفر من سماعها آذان الموحدين، كقول الذين قالوا: يد الله مغلولة، ومن قال: ولد الله! ومن قال: أنا ربكم الأعلى، ومن قال: الله فقير ونحن أغنياء، ونحو ذلك من قبيح قول الكفر، وكذلك سترى في الأسطر القادمة فظاعة ما عند الرجل من كفرٍ وإلحاد، كي تعلم مبلغ انحراف من يثني عليه، ويوصي بمؤلفاته، أو يترحم عليه، فمن ذلك قوله:

[ص:6] «هل تعذبت يا إلهي أو تعذّب أحد بشيء أو بأحدٍ مثلما تعذبت بالإنسان العربي» وهذا سوء أدب مع الله، لإشباع حنقه على العرب والعروبة مقابل الغرب الذي سحر قلبه!

[ص:6] «هل يوجد أو وُجد عشق خاسر وبليد مثل عشقك يا إلهي للإنسان العربي أو مثل عشقه لك».

[ص:6] «اسمع يا إلهي؛ أرجوك، بل أطالبك يا إلهي أن تسمع، ليتك تستطيع أن تسمع لكي أقول لك:..» وهذا إلحاد ولحن بنفي الإله.

[ص:7] «هل وُجد مثلك مفتضحاً وخائباً خاسراً في مباهاتك بالإنسان العربي ... أو مثلما هزم الإنسان العربي معاديا ومحارباً ومشاتما ومخاصما، مبارزا بك، منتظراً منك، ومؤملاً فيك، وداعية لك، ومؤمنا مبشراً مستنصراً مستغيثاً بك، ومتوكلاً عليك».

[ص:7] «هل خسر بإيمانه مثلما خسر الإنسان العربي بإيمانه بك، أو مثلما خسر أي إله بكونه إلها مثلما خسرت يا إلهي بألوهيتك للإنسان العربي».

[ص:7] «كيف جرؤتما أي أنت يا إلهي والإنسان العربي على التعامل بهذه الوقاحة أو البلادة أو البلاهة أو الفضيحة المعلنة المتبادلة بينكما».

[ص:8] «أيكما الفاعل بالآخر المفسد له؟ وهل أنتما فاعل ومفعول به؟ مفسد ومفسد؟ أم أنتما كلاكما مفعول مفسد؟».

[ص:8] «هل استطاع، أو هل يستطيع أحد، أي أحد فقط من الآلهة أو الأنبياء أو الملائكة أو القديسين أن يكون صادقاً أو بعض الصادق، أو شيئاً من تفاسير الصادق في أي موقف ..».

[ص:8] «أليس كل ما في الكون والدنيا أكاذيب أقل من أكذوبة واحدة من أكاذيب الإله ... من أكاذيب أي إله ... من أكاذيبك يا إلهي».

[ص:8] «لماذا كان محتوماً أن تكون وتجيء الآلهة والنبوات والزعامات والقيادات أكثر كذباً ونفاقاً وخداعا وتزويراً وتضليلاً ...».

[ص:9] «إنها مزية لم تفطن أنت إليها ولم يفطن إليها أحد من انبيائك أو من عبادك الأتقياء الأذكياء ....».

[ص:9] «نعم؛ لقد أعلن إبليس العظيم إعلاناً عالميا كونيا باسلا، باسلاً عصيانه وتسفيهه وتجهيله وتحقيره لك، وتمرده عليك، وكفرانه بك، وسخريته منك، وتحديه لذكائك وعقلك وكرامتك وكبريائك بل ولعضلاتك....».

[ص:9] «هل وجد أو يوجد عاجز عن تعليم أنبيائه وأنصاره والمؤمنين به مثل الإله؟ مثلك يا إلهي؟».

[ص:10] «إذن أليس أنبياؤك وأولياؤك وعبادك الصالحون هم أقسى وأغبى وأكثر عصياناً وإيلاما لك، وخروجا عليك، وجهلاً بك من كلّ أحد».

وقال بعد كلام لا يقل جرما عما قرأته، وهو على آفته الأولى من التيه بالنفس، وتعظيم الذات، وأنه يتكلم بكلام ما تكلم به أحد في الوجود قبله، فيقول:

[ص:11]  «بل خاطر وجازف بإقدامه على هذه المحاكمة لك التي قد تكون الأولى في تاريخ البشر، بل التي لم تستطيع كل بسالة وكرامة وخيال وذكاء واقتحام وتطلع وتلهف كل البشر في كل عصورهم وحضاراتهم الرؤية لها أو التفكير فيها، أو الاحساس بها».

فتأمل مبلغ التيه والعجب بالنفس إلى أي حدٍ بلغ! وغايته مجرد كلام! سبقه به من هو مثله في الكفر والضلال، ممن يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، فماذا كان؟

[ص:12] «نعم؛ أما انبيائك ودعاتك وكل معلمي الإيمان بك فلن يكونوا إلا أردأ وأقسى وأجهل وأوقح أعدائك مما جهلوا هذا الذي لا يستطاع جهله».

[ص:18] «إن عقاب ولعن أي إنسان على جرائمه وفضائحه لن يكون إلا عقاباً ولعناً للإله!!».

[ص:20-21] ويقول في محاكمة الله –جل وتنزه- بما فعله بالإنسان: «محاكمة له على ما أراده ودبّره وفعله وأوقعه بعقله وقلبه وضميره وأخلاقه ومشاعره .... وبكل صيغ ومعاني حياته ووجوده من تضليل وتبليد وتبديد وتشويه وخسران وأحقاد وعداوات ... وتاريخ كئيب من مساجد وكنائس وهياكل ومباكٍ متضرعة كلها إلى إلهها أن يهدم ما سواها، أي بسبب هذا الإله، وبحجة وجوده!!! والإيمان به، والتوسل والتقرب إليه، وبإغراء البحث عن الجواري والغلمان في فردوسه، وبرهبة الخوف من جحيمه، ومن ضرباته المسددة!! ....».

[ص:22] «نعم؛ اسمعوا وحاولوا أن تصدقوا بأن محاكمة واتهامه لن يكونا، ويجب أن لا يكونا إلا محاكمة واتهاما للإله المستلقي في غيبوبة دائمة فوق عرشه».

[ص:24] «أنت يا إلهي بريء، بريء، إنه لا بريء مثلك، لأنك بريء من الوجود!! ... ما أعظم حظوظي وحظوتي وجزائي لديك أيها الإله إن كنت موجوداً لأنه لا مدافع عنك مثلي».

[ص:25] «إذن؛ هل يمكن تصور غباء مثل غباء من جاؤوا أو من يجيئون ليقنعوا بوجوده –أي وجود الإله- بوجود أي إله مثل غباء الإله الذي رضي وسعد بأن يتهم بأنه موجود! إذن كل الرثاء لذكاء الأنبياء وكل الغضب والانفجاع والاشمئزاز من عدوانهم على الإله البريء!».

[ص:35] «يا إلهي؛ أريد أن أفترضك عادلا عاقلا حرا».

[ص:36] «نعم؛ لقد رأيت يا إلهي أن أخبرك وأحذرك وأنذرك في ذلك اليوم الأغبر المسمى بيوم الحساب! ذلك اليوم الذي تزعم أنك إنما خلقت وبعثت كل أنبيائك وملائكتك وشياطينك لكي يخبرونا ويحذرونا وينذرونا عنه وبه.....».

أخــــــــي الـــــقــــــارئ:

تركت الكثير من كلامه الذي يدور بين: غاية الكفر والإلحاد، وغاية الجنون والهذر وهمط الكلام الذي هو إلى كلام المجانين أقرب منه إلى كلام عامة البشر، اكتفاء بشناعة ما ذُكر، وهذا كله من ست وثلاثين صفحة من كتاب تجاوزت صفحاته ستمائة صفحة! فما ظنكم يبقى من أنواع الكلام الإلحادي الكفري الصارخ في بقية كلامه؟

وبعد هذا كله:

كيف يكون مسلماً مؤمناً بالله واليوم الآخر من يُدافع عنه، أو يترحم عليه، أو ينقل عنه، من كتابه هذا؟ ومن سائر كتبه؟

لا أظن يقبل هذا الرجل، ويدافع عنه بعد علمه بما لديه من كفر إلا: من انسلخ من دينه، وحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كتبه

بدر بن علي بن طامي العتيبي

الرياض 12 جمادى الآخرة 1442هـ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني