من المختارات لكم (112): حقيقة قول شيخنا ابن باز
حقيقة قول شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى في كـــفـــر تارك العمل وأن من لم يكفره مــــرجئ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فمذهب شيخنا رحمه الله تعالى في أن الإيمان قولٌ وعملٌ، على ما عليه أهل السنة والجماعة قاطبة مشهور عنه ومستفيض في رسائله ومؤلفاته، وما حُفظ عنه من صوتيات، وأن إرجاء العمل عن الإيمان من شأن المرجئة، وليس هذا محل كلامي لشهرته واستفاضته، ولكنَّ المراد أن من أهل الجهل والغواية ممن جاء حاسراً عن رأس الجهل، مشمِّرا عن سواعدِ العصبية والحزبية: يريد أن يُدافع عن القائلين بأن (تارك العمل ليس كافراً) وأن (من لم يكفره لا يُعد من أهل الإرجاء!). وذلك لأن من أقبح الإرجاء القول بأن تارك العمل ليس بكافر! والمراد (جنس العمل وعمومه) لا (أفراده وبعض أجزائه) لما هو معلوم من الخلاف في تارك الصيام والزكاة والحج، وما أثير من شبهٍ في مسألة تارك الصلاة، فقد تظافرت نصوص السلف على أنه لا إيمان إلا بالعمل، روى اللالكائي عن الوليد بن مسلم القرشي قال: سمعت الأوزاعي، ومالك بن أنس، وسعيد بن عبد العزيز؛ ينكرون قول من يقول: إن الإيمان قول بلا عمل، ويقولون: « لا ...