من المختارات لكم (111): رسالة إلى الدكتور: عبدالكريم بكّار

رسالة إلى الدكتور: عبدالكريم بكّار
أعيذك بالله أن تكون من:
{الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا }
[البقرة: 174]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
فقد اطلعتُ على جزءٍ من لقاءِ مرئيٍّ مع الدكتور: عبدالكريم بكّار تكلَّم فيه عن المؤتمر الذي أقيم في دولة الكويت حرسها الله- عن تحديد «مفهوم أهل السنة والجماعة» لما تخبط المبطلون في مفهوم أهل السنة والجماعة، وصرفوه عن معناه الصحيح، وضمَّوا إليه أهل الضلال والانحراف العقدي، وأخرجوا منه من هم أهله صدقاً وعدلا، كما حصل في «مؤتمر الشيشان» وسبق أن تكلمتُ عن هذا المؤتمر في مقال مفردٍ تجده على هذا الرابط: (http://badralitammi.blogspot.com/2016/09/109.html) ومع انكار عبدالكريم بكار «مؤتمر الشيشان» وأنه يرى أنه عارٌ على المسلمين، إلا أن إنكاره لم يكن انتصاراً للعقيدة! ولا لأهل السنة، وإنما كان لأصله وهو «الجمهرة والتجميع» وهو أصلٌ رئيس من أصول الإخوان المسلمين في «الاجتماع ولو كان على البدعة والضلالة» بل على ما هو أبعد من ذلك من «إقرار الكفر والعلمانية» كما هو معلومً من صريح كلام أئمتهم ومشاهيرهم، في تقريب اليهود والنصارى، والرافضة وأهل البدع، كل ذلك تحقيقاً لمصلحة «الجمهرة» و«وحدة الجماعة» كما يزعمون.
وعلى ذلك نص بكَّار في لقائه وقال ما ملخصه: «أن المصلحة العليا تقتضي توسيع هذا المفهوم لا تضييقه، وحدة الأمة أهم من أن أدعم قولاً مرجوحا أو قولا راجحا».
وهذا أعظم أصول الإخوان المسلمين، وهو «الاجتماع مهما كان اختلاف الأديان والعقائد» وهدم عقيدة «الولاء والبراء» ومفاصلة أهل البدع والأهواء، والكفر والزندقة.
فبكَّار إنما أنكر «مؤتمر الشيشان» لأنه «طــرد» ودين الإخوان المسلمين لا يطرد ولا يُعادي! بل «يُدخل» كل صاحب ديانة لتحقيق مراد وهو «كرسي السلطة» و«كسب الجماهير».
واتبع بكار هذا الأصل مع «مؤتمر الكويت» وجاء بالعجائب! فلم ينتصر لمذهب أهل السنة، بل عاب عليهم «إقصاء=طرد» الأشاعرة والماتريدية!
ووصف القائمين على المؤتمر بأنهم «حدثاء أسنان» و«أنصاف عملاء!» و«أغرار» لأنّه لم ينادي به المؤسسات المعروفة لديه في الكويت! ولا يخفى ما هي تلك المؤسسات.
والجدير بالذكر:
أن من أكبر ما يُغضب الإخوان المسلمين من تلك المؤتمرات مهما كانت! أنها «خرجت» عن «نسيج الجماعة العالمية» وهم يريدون أن يوهموا العالم بأن السيطرة الدينية والفكرية لهم لا لغيرهم، وسموا حزب جماعتهم بـ: «الاتحاد العالمي» لمصادرة أي جهة علمية أخرى، واعتبار من عداهم «لا شيء» أو «دونهم» لا معهم ولا فوقهم وأولى منهم.
بعد هذا كله:
يهمني في كلام بكار وخلطه سامحه الله- أنه خلط في أمرين اثنين:
الأمـــر الأول: زعمه أن «مفهوم أهل السنة والجماعة» مفهوم اجتهادي! مستدلاً بأنه لم يعرف لنا في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم!
وهذه مكابرة وانحراف؛ والمسلمون كافة مجمعون على «شرعية هذا الاسم» وأنه سبيل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فكيف لم تُحدَّد معالم هذه السبيل، ولم تبين حقيقته؟ والله تعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) [فصلت: 30] وقال: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ) [الشورى: 15] وقال: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15، 16] (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام: 161] ويقول: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [إبراهيم: 1] ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بافتراق الأمم، قال: «ليأتينَّ على أَمَّتي ما أتى على بني إسرائيل حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْل، حتى إن كان منهم من أتى أُمَّهُ علانية، ليَكُوننَّ في أمتي مَنْ يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملة، وستفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين ملة، كُلُّها في النار، إلا ملة واحدة، قالوا: مَن هي يا رسول الله؟ قال: مَنْ كان على ما أنا عليه وأصحابي».
فقوله: «ما أنا عليه» أي: السنة، وقوله: «وأصحابي» أي: الجماعة، ومن كان «مثلهم» وآمن بما آمنوا به، وتكلم بما تكلموا به، وسكت عما سكتوا عنه فهو منهم، كما قال تعالى: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ) [البقرة: 137].
فهذا هو مفهوم: «أهل السنة والجماعة» أي من كان على «مثــل» ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم، و«مثــل» ما عليه الصحابة الكرام عليهم رضوان الله تعالى.
فهذه «المثـــليـة» هي الميزان؛ وهي المفهوم، فمن كان على مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقد حقق مفهوم «أهل السنة والجماعة».
فمذهب أهل السنة والجماعة ومنهجهم؛ هو: الحق، وهو: مراد الله ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو سبيلٌ أرى فيه أمامي: أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعتقاداً وتفقها وتأدباً، وكلاماً وسكوتاً، وحياةً وموتا.
كما قال ابن مسعود في أثر صحيح عنه: «الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك».
يقول عبد الرحمن بن إسماعيل، المعروف بأبي شامة: «وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق واتباعه، وإن كان المتمسك به قليلا، والمخالف كثيرا؛ لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم, ولا تنظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم».
وقال الترمذي: وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهلُ الفقه والعلم والحديث، قال وسمعت الجارود بن معاذٍ يقولُ: سمعت عليَّ بن الحسن يقول: سألت عبدالله بن المبارك: من الجماعة؟ فقال: «أبو بكرٍ وعمر قيل له: قد مات أبو بكرٍ وعمر، قال: فلانٌ وفلانٌ، قيل له قد مات فُلانٌ وفلانٌ، فقال عبد الله بن المبارك: أبو حمزة السكري جماعةٌ».
وكان أبو حمزة السكري حياً حين قال ابن المبارك ذلك! لأن أهل السنة الأئمة الأعلام علامات للسنة والجماعة، وبهم تعرف السنة والجماعة، لا لأشخاصهم وألقابهم ورتبهم، وإنما للحق الذي هم عليه.
وكذلك أهل السنة يقيسون الناس بالأئمة، ويمتحنونهم بهم محبة وبغضاًَ، كما روى الخطيب في الكفاية عن أبي زرعة الرازي أنه قال:  «إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق» .
وروى اللالكائي عن أحمد بن عبدالله بن يونس يقول : «امتحن اهل الموصل بمعافى بن عمران فإن أحبوه فهم أهل السنة، وإن أبغضوه فهم أهل بدعة، كما يمتحن أهل الكوفة بيحيى».
وروى أيضاً عن قتيبة بن سعيد قال : «إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد وعبدالرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ـ وذكر قوماً آخرين ـ فإنه على السنة، ومن خالف هؤلاء فإنه مبتدع» .
وفي رواية عنه عند الهروي : «إذا رأيت الرجل يحب سفيان ومالكاً وابن المبارك ويحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل واسحاق بن ابراهيم ، فهو على الطريق».
وروى اللالكائي عن عبدالرحمن بن مهدي يقول : «ابن عون في البصريين إذا رأيت الرجل يحبه فاطمأن إليه، وفي الكوفيين مالك بن مغول، وزائدة بن قدامة إذا رأيت كوفياً يحبه فارج خيره، ومن أهل الشام: الأوزاعي وأبو اسحاق الفزاري، ومن أهل الحجاز مالك بن أنس».
وفي زيادة عند ابن ابي حاتم: قال ابن مهدي : «إذا رأيت الشامي يحب الأوزاعي وابا إسحاق الفزاري فارج خيره».
وعند اللالكائي وابن ابي حاتم في "مقدمة الجرح" عن عبدالرحمن أيضاً قال : «إذا رأيت بصرياً يحب حماد بن زيد فهو صاحب سنة».
وقال الربيع بن سليمان ، قال الشافعي : «من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر» فقال الربيع: تطلق عليه الكفر؟ فقال : «نعم؛ من أبغض أحمد بن حنبل عاند السنة، ومن عاند السنة قصد الصحابة، ومن قصد الصحابة أبغض النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن أبغض النبي صلى الله عليه وسلم كفر بالله العظيم» نقل هذا ابن ابي يعلى في "الطبقات".
وفيه عن قتيبة بن سعيد قال : «أحمد بن حنبل امام ومن لا يرضى بإمامته فهو مبتدع ضال».
وقال ابن منده في "عقيدته": «نقول وبالله التوفيق إن أحمد بن حنبل إمام المسلمين وسيد المؤمنين، وبه نحيا، وبه نموت، وبه نبعث إن شاء الله تعالى، فمن قال غير هذا فهو عندنا من الجاهلين».
ونقل الهروي عن ابن بطه قال : «إذا رأيت الخرساني يحب ابن المبارك ويحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن يحيى؛ فاعلم أنه صاحب سنة».
وفي "تاريخ بغداد" عن نعيم بن حماد قال: «إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتهمه في دينه، وإذا رأيت الخرساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه في دينه».
فهؤلاء «يمثلون» الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو «السنة» والذي عليه أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ورضي عنهم والذي هو «الجماعة».
فكيف يكون مفهوم أهل السنة والجماعة مفهوماً غائباً اجتهادياً، وهو الصراط المستقيم؟
الأمــر الثاني: ذكر الدكتور بكار بأن: «الشي الذي لا يعرفه عدد هائل من الناس هو أن أهل السنة والجماعة يختلفون في العقائد كما يختلفون في الأحكام الفقهية!! وكون أن المسألة عقدية لا يعني أنه لا يكون فيها خلاف، وكذلك كون الموضوع فقهي لا يعني أن لا يكون فيها اتفاق، القضية قضية أصول وفروع) وذكر بأن: (الكل في العقيدة- يريد تنزيه الباري جل وعلا! والكل يتلمس أن يظل في إطار النصوص وفي إطار المبادئ الإسلامية، ولكن هذه طبائع الأشياء لما تنتهي للفرعيات فمن الطبيعي أن نختلف».
فذكر أن من مسائل الاعتقاد ما يحصل فيه الاختلاف؛ وهذا كلامٌ ظاهره الحق، ولكن فيه تلبيسه لتمرير ما عرّض به في آخر الكلام في الخلاف مع الأشاعرة والماتريدية، وأن خلافهم لأهل الأثر والاتباع: خلافٌ فرعي اجتهادي لا خلاف عقدي أصلي، فلا يخرجهم عن مسمى: أهل السنة!
وهذا كلام باطلٌ؛ ولا شك أنّ من مسائل الاعتقاد ما يقع فيه الخلاف بين أهل السنة أنفسهم، ولكنّ هذا الخلاف لا يكون إلا في فروع مسائل الاعتقاد، واختلافهم فيها يخرجها من مسائل الأصول العقدية إلى مسائل الفروع الفقيهة، ولا يضلل بعضهم بعضاً في ذلك، كما في مسألة: الاسم والمسمى، ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربّه عز وجل ليلة الإسراء، ونحو ذلك من المسائل، فهذه المسائل فرعية لا تنقض «أصل» أهل السنة في «الصفات» ولا سائر أبواب الإيمان.
ولكن الشيء الذي يجب أن يعلمه بكار، وبعلمه الناس:
أن خلاف الأشاعرة والماتريدية ليس في الفروع الاجتهادية، ومجرد دعواهم وزعمهم: محبة تنزيه الباري؛ لا يشفع لهم، و«كم من مريدٍ للخير لم يدركه» كما قاله عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وقد أجمع أهل السنة على تضليل الجهمية بل وتكفيرهم؛ وهم إنما يريدون: تنزيه الله عن سمات المحدثات! وربما احتجوا بأدلة ونصوص من متشابه أدلة الكتاب والسنة كما صنع بشر المريسي فنقض عليه أدلته الإمام الدارمي في "نقضه" له.
والرافضة إنما خرجوا بدعوى الانتصار للمظلوم، وحبّ آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، واستدلوا على ذلك بأدلة ونصوص من متشابه الكتاب والسنة!
والخوارج إنما خرجوا بدعوى: تحقيق نصوص الوعيد، وإتمام عدل الله تعالى.
والقدرية إنما خرجوا بدعوى: تنزيه الله تعالى عن إرادة الشر! واستدلوا على ذلك بأدلة من الوحيين!
وهكذا عامة فرق الضلال التي ضلت في أصول الاعتقاد.
فمجرد حسن القصد لا يشفع لهم حين خالفوا السبيل، وصادموا الدليل، وخرجوا عن «المثلية» الصادقة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، تكلماً وسكوتا، ولا وسّع الله لمن لم يسعه ما وسع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
يا دكتور عبدالكريم بكار:
أسألك بالله الذي خلقك وشق سمعك وبصرك:
كيف يكون الخلاف فرعياً فقهياً:
بين من يقول: الله في السماء على العرش استوى وعلا ومن بقول: الله موجود بلا مكان لا داخل العالم ولا خارجه؟!
كيف يكون الخلاف فرعياً فقيهاً:
بين من يقول بأن هذا القرآن الذي أنزل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويتلى بيننا اليوم أنه كلام الله حقيقة غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، ومن يقول: كلام الله غير حقيقي خارج منه، وإنما هو كلام نفسي فهمه جبريل، وعبّر به محمد صلى الله عليه وسلم، والذي بيننا اليوم: مخلوق، وهو عبارة عن كلام الله أو حكاية عنه؟!
كيف يكون الخلاف فرعياً فقهياً:
بين من لا يثبت لله صفات الله تعالى على الوجه اللائق به كما جاءت في كتاب الله تعالى وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعارضها بتأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تمثيل، ومن ينكر بأن يكون لله تعالى يد، ويزعم أن الله لا يفعل شيئاً، ولا تحدث فيه الصفات، ولا يتكلم فيما بعد، ولا يغضب! ولا يسخط، ولا ينزل كل ليلة، ولا يجيء يوم القيامة، وإنما نسب كذلك ذلك إلى «المجازات» أو «المخلوقات»؟!
اعرض دين هؤلاء على قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول أصحابه رضي الله عنهم، هل تجدهم على الكتاب والسنة وسبيل الصحابة أم على خلاف ذلك.
فمن الجهل والهوى:
الجمع بين الثريا والثرى، ومؤالفة الحق بالباطل! وهم والله لا يجتمعان حتى يلج الجمل في سمّ الخياط.
فالأشاعرة والماتريدية:
ليسوا من أهل السنة والجماعة، بل أصل قولهم ليس من دين الإسلام في شيء، وهم ورثة الجهم بن صفوان وعمرو بن عبيد وبشر المريسي، فكيف يقال بأنهم من أهل السنة والجماعة، بل تُضرب الاحتمالات السخيفة بأنهم قد يكونون على الحق لا غيرهم بما أن المسألة فرعية اجتهادية.
والختام يا دكتور بكار، وأنت: أستاذ ودكتور، وباحثٌ ومطّلع:
لك من السنين: 300 سنة! من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عام 300 إن جئت بأحدٍ من أهل السنة والجماعة: قرّب من ينكر علو الله تعالى، وعدّه من أهل السنة والحق، وقَبِل تأويل الصفات وتعطيلها، واعتُبِر من أهل السنة؛ فأنتَ أنتَ؛ صاحب الحق، المؤيد به، وإلا فقل: فابكِ على نفسك؛ وما تغني الألقاب والمناصب عمن خالف السبيل، وترك اتباع السلف الصالح، والله المستعان.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الاثنين 21 صفر 1438هـ



تعليقات

  1. جزاك الله خيرا شيخنا الجليل وبارك فيك ونفع بك.

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا شيخنا الجليل وبارك فيك ونفع بك.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني