فصلان مهمان في الترهيب من مجالسة أهل البدع وزيارتهم والسلام عليهم

فصلان مهمان من كتابي
"اللمع من مواقف أهل السنة مع أهل البدع"
فصل
في بعض ما ورد عن السلف التحذير من مجالسة أهل البدع
ومجالسة من جالسهم وعدم السماع لهم
 روى اللالكائي في "السنة" أن ابن عمر رضي الله عنه ذكر له بعض كلام نجدة الحروري فجعل لا يسمع منه كراهية أن يقع في قلبه منه شيء .
وروى عن يحي بن أبي كثير رحمه الله أنه قال: «إذا رأيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره».
وروى عن ابن المبارك رحمه الله أنه قال: «يكون مجلسك مع المساكين وإيّاك أن تجالس صاحب بدعة».
وقال الفضيل رحمه الله: «لا تجلس مع صاحب بدعة فإنّي أخاف أن ينزل عليك اللعنة».
وعن أبي قلابة قال : «لا تجالسوهم ولا تخالطوهم فإنّي لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبّسوا عليكم كثيراً مما تعلمون » .
وكان ابن طاووس جالساً فجاءه رجل من المعتزلة ، ثم جعل يتكلم ، فأدخل ابن  طاووس أصبعيه في أذنيه وقال لابنه : « أدخل أصبعيك في أذنيك واشدد لا تسمع من كلامه شيئاً» ، قال معمر : يعني أن القلب ضعيف .
وقال عبدالرزاق: قال لي إبراهيم بن أبي يحيى : إني أرى المعتزلة عندكم كثير! قلت: نعم؛ وهم يزعمون أنك منهم! قال: أفلا تدخل معي هذا الحانوت حتّى أكلمك! قلت: لا؛ قال: لمَ ؟ قلت: «لأن القلب ضعيف، وإن الدين ليس لمن غلب».
وقال رجل من أهل الأهواء لأيوب: أسألك عن كلمة ، فولّى أيوب وهو يقول : لا ولا نصف كلمة ، مرتين يشير بأصبعه.
وروى ابن بطه عن عمرو بن قيس قال : كان يقال : «لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك».
وروى عن ابن عباس رضي الله عنه قال : «لا تجالس أهل الأهواء، فإن مجالستهم ممرضة للقلب» وروى مثله عن الحسن .
وروى عن مجاهد قال: «لا تجالسوا أهل الأهواء فإن لهم عرّة كعرة الجرب».
وروى عن اسماعيل بن عبيدالله قال: «لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك ، ولا تجالس مفتوناً، فإنه ملّقن حجته».
قلت: وصدق والله أن المفتون ملقن حجته فلا يغتر به مغتر، وقد جاء مصداق ذلك في الحديث في وصف القلوب وفيه: «وقلبٌ أسود مرباد كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ، الاّ ما أشرب من هواه».
وروى أبو نعيم في "الحلية" وغيره عن سفيان الثوري أنه قال: «من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة فقد خرج من عصمة الله تعالى».
وجاء رجلان من أهل الأهواء الى ابن سيرين فقالا : يا أبا بكر نحدثك بحديث! قال: لا ، قالا : فنقرأ عليك آية! قال : «لا؛ لتقومان عني أو لأقومنّ».
وقال له رجل: إن فلان يريد أن يأتيك ولا يتكلم بشيء! فقال: «قل لفلان لا ما يأتيني فإن قلب ابن آدم ضعيف، وإنّي أخاف أن أسمع منه كلمة فلا يرجع قلبي الى  ما كان».
وجاء رجل من أهل الأهواء إلى طاووس وهو جالس فقال: أتأذن لي أن أجلس، فقال له: «إن جلست قمنا» فقال : يغفر الله لك يا أبا عبدالرحمن ، فقال: «هو ذاك إن جلست والله قمنا» فانصرف الرجل.
وكان حماد بن سلمة إذا جلس قال: «من كان قدرياً فليقم» ومثله عن طاووس وأيوب وسليمان التيمي وغيرهم ، ذكر ذلك ابن مفلح في "الآداب" .
وعند أسلافنا الذي يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع، وقد قال هذا بنصه عبدالله بن عون فيما رواه عنه ابن بطة في "الإبانة".
وقال غير واحد منهم : «من خفيت عنّا نحلته لم تخفى عنا إلفته» .
وروى عن أبي قلابة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومخرجه » ، ثم قال ابو قلابة: قاتل الله الشاعر حين قال :
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه                إن القرين بالمـقــارن يقتدي
ولما قدم سفيان الثوري البصرة، جعل ينظر إلى أمر الربيع بن صبيح وقدره عند الناس، فسأل عن مذهبه؟ فقالوا: ما مذهبه الاّ السنة؛ قال: من بطانته؟ قالوا: أهل القدر! قال: «هو قدري».
قال ابن بطة معلقاً على هذا: «رحمة الله على سفيان، لقد نطق بالحكمة فصدق، وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة ، وما توجبه الحكمة وما يدركه العيان ويعرفه أهل البصيرة والبيان ، قال الله عز وجلّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ) (آل عمران: 118) ثم ذكر له شاهداً من السنة وهو حديث أبي هريرة : « الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف » .
ثم روى عن ابن مسعود قال : « لو أن الناس جمعوا في صعيد واحد كلهم مؤمن وفيهم كافران ، تألف أحدهما إلى صاحبه ، ولو أن الناس جمعوا في صعيد واحد كلهم كافر وفيهم مؤمنان تألف أحدهما إلى الآخر » .
ويشهد لما سبق من السنة أيضاً حديث ابن الدخشن في الصحيحين ، عندما طعن فيه بعض الصحابة بالنفاق ، فقال الرسول صلّى الله عليه وسلم : « ألا تراه يشهد أن لا إله الاّ الله يريد بذلك وجه الله » ، قالوا : فإننا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين.
وهذا فيه دليل أن الصحابة كانوا يحكمون على حال الرجل بحال أخدانه .
وروى عن الفضيل بن عياض قال: « الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالي صاحب بدعة الاّ من النفاق».
وقال عتبة الغلام : « من لم يكن معنا فهو علينا » .
وقال رجل للأوزاعي: أنا أجالس أهل السنة وأهل البدع ، فقال الأوزاعي : «هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل» .
قال ابن بطة معلقاً على هذا الكلام : «صدق الأوزاعي ، أقول إن هذا الرجل لا يعرف الحق من الباطل ولا الكفر من الإيمان ، وفي مثل هذا نزل القرآن ووردت السنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14]
ثم أسند الحديث الصحيح : «مثل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين تصير إلى هذه مرّة وإلى هذه مرّة لا تدري أيها تتبع».
ثم قال ابن بطة: «كثر هذا الضرب في زماننا هذا لا كثرهم الله وسلمنا وإيّاكم من شر المنافقين وكيد الباغين، ولا جعلنا وإيّاكم من اللاعبين، ولا من الذين استهوتهم الشياطين، فارتدوا ناكصين ، وصاروا حائرين».
رحم الله ابن بطّه، هذا في زمانه! كيف لو رأى زماننا؟ وما نحن فيه من غربة ، إذ يسوّد أهل البدع ، ويثنى عليهم وينسب لهم التجديد في الدين ، والمشيخة على أهل الاسلام، ولا حول ولا قوة الاّ بالله .
وروى ابن بطه أيضاً عن معاذ بن معاذ قال: « إن الرجل وإن كتم رأيه لم يخف ذلك في ابنه ولا صديقه ولا في جليسه» .
وروى أيضاً عن محمد بن عبيدالله الغلأبي قال: «يتكاتم أهل الأهواء كل شيء الاّ التآلف والصحبة» .
ورحم الله مالك بن دينار إذ يقول: «من خلّط خُلّط له ومن صفّى صُفي له وأقسم بالله لئن صفيتم ليصفيّن لكم » .
ورحم الله عطاء إذ قال: « الساقط يوالي من شاء» .
وقال أبو حاتم حدثت عن أبي مسهر قال: قال الأوزاعي: « يعرف الرجل بإلفته ويعرف في مجلسه ويعرف في منطقه» .
والله تعالى ذكر عن أسلاف أهل الأهواء من المنافقين قوله : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) [محمد: 30] .
وقد جاء في بعض الآثار عن بعض السلف : «ما أسرّ عبد سريرة الاّ أخرجها الله على تقاسيم وجهه وفلتات لسانه» .
 قال أبو حاتم: وقدم موسى بن عقبة الصوري بغداد فذُكر لأحمد بن حنبل رحمه الله فقال : «انظروا على من ينزل وإلى من يأوي» ، رواه ابن بطه .
ومن سيأتي ذكرهم من أهل الأهواء الذين نفضح فساد طويّاتهم في هذا الكتاب سوف تعرفهم بمشيختهم من كل صوفي وحزبي مخرّف، بل سترى كيف يثنون على أئمة الضلال من الجهمية والمعتزلة، بينما ألسنتهم على أهل التوحيد والسنة حداد سلاط ، يزنون لأئمة الضلال الحسنات والسيئات! ويهدمون ما لأهل السنة من سابق الإحسان والقربات، ويضخّمون أخطائهم ويقعون منهم على ساقط الزلات! فالله حسبهم من ظلمة ضلاّل، والله حسبهم بما طففوا في موزاين أهل البدع ونقصوا لأهل السنة المكيال .
فصل
فيما ورد عن السلف من  ترك الكلام معهم والأعراض عنهم
وعدم السلام عليهم ومصافحتهم
وترك النبي صلى الله عليه وسلم السلام على كعب بن مالك وأصحابه عندما تخلفوا عن غزوة تبوك ، وترك السلام على من لبس خاتم الحديد .
روى ابن بطة عن ابن سيرين أنه كان إذا سمع كلمة من مبتدع وضع أصبعيه في أذنيه  وقال : «لا يحلّ لي أن أكلمه حتى يقوم من مجلسه» .
وفي "الطبقات" أن الإمام أحمد سئل عن رجل له جار رافضي ، يسلم عليه؟ قال: «لا وإذا سلم عليه لا يرد عليه».
ورى العقيلي أن ابن عون قال في حماد بن أبي سليمان : كان من أصحابنا  حتى أحدث ما أحدث يعني الإرجاء .
ثم روى عن النضر بن شميل أن ابن عون ما كلّم حماداً من رأسه كلمة بعد ما أظهر ما أظهر من الإرجاء.
وقال أن ابن عون لقيه في الطريق فأعرض عنه على مودة كانت بينهما ومعرفة.
ثم روى أن الأعمش كان يلقى حماداً حين تكلم في الإرجاء فلم يكن يسلم عليه .
وروى عن معاذ بن معاذ، قال: كنت عند سوّار بن عبدالله ، فجاء الغلام وقال : زفر بالباب ، فقال: زفر الرأي ، لا تأذن له ، فإنه مبتدع ، فقال له بعض جلسائه: ابن عمّك قدم من سفر لم تأته ومشى اليك ، لو أذنت له ، فأذن له ، فدخل فسلم فما رأيته ردّ عليه ، وأراه مدّ يده اليه ، فلم أراه يناوله يده ، وما رأيته نظر اليه ، حتى قام وخرج .
وروى أيضاً أن ثور بن يزيد لقي الأوزاعي فمدّ اليه ثور يده، فأبى الأوزاعي أن يمد يده اليه ، وقال: « يا ثور انه لو كانت الدنيا كانت مقاربة ولكنّه الدين» .
وفي رواية عند الهروي : «يا ثور لولا الهجرة في الدين لسلمنا عليك» .
فانظر كيف ذابت مودة القرابة وحبال الصحبة أمام سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وما ذلك الاّ لعظم سنته عليه الصلاة والسلام في قلوب اولئك القوم، فمتى عرف المسلم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم حق المعرفة ووقر في قلبه صدق الاتباع له عليه الصلاة والسلام وهو تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله، فسوف يذوب في نظره قول كل أحد أمام قول النبي صلى الله عليه وسلم، وكما سبق أن ابن عبّاس رضي الله عنهما غضب على من عارض قول النبي صلى الله عليه وسلم بقول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع جلالتهما وعظم منزلتهما حتى في قلب ابن عباس رضي الله عنه، وقال : «يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر» .
وتقدم قول ابن عمر : «سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع من سنة ابن عباس» رواه الهروي .
ولهذا من تمام المحبة أن لا تكون الاّ في الله ، وقد جاء في الحديث عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ثلاث من كنّ فيه وجد بهن حلاوة الايمان : ان يكون الله ورسوله أحبّ اليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه الاّ لله ، وأن يكره أن يعود في كفر بعد أن انقذه الله منه كما يكره أن يبقى في النار» .
وروى ابو داود والضياء في المختارة عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عيه وسلم أنه قال: «من أحب لله وابغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان» .
فما يقرّب الناس عندنا الاّ تمسكهم بدين الله وإن بعد بهم النسب والمسكن ، وما يبعدهم عنّا الاّ اعراضهم عن دين الله وإن قرب بهم النسب والمسكن .
وكما في الصحيح أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عندما حدّث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا تمنعوا إماء الله مساجد الله » قال ابنه: والله لنمنعهن! فغضب عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عليه، وفي رواية قال: لعنك الله وضربه على صدره، وقال: «أقول لك قال رسول الله وتقول لنمعنهن! والله لا كلمتك أبداً » فمات ولم يكلمه .      
وقال أحمد بن حنبل: «إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفلا أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم»».
وكذلك حذرونا من جدالهم ومناظرتهم بغير فائدة، لهذا ما أحسن ما قال امام الحديث والأثر ايوب بن أبي تميمة السختياني: «ما كنت براد عليهم بشي أشد من السكوت» رواه الآجري وابن بطه.
وهذا الذي جاء به القرآن والسنة، وهو التحذير من الجدال والخصومة، والأمر بالإعراض عن الجاهلين .
وروى ابن بطه عن أحمد بن أبي الحواري قال: قال لي عبدالله البسري وكان من الخاشعين، ما رأيت قط أخشع منه: «ليس السنة عندنا أن ترد على أهل الأهواء ، ولكن السنة عندنا أن لا تكلّم أحداً منهم» .
والمراد الجدال والخصومة في غير مصلحة ، أمّا إن كان في مصلحة راجحة فلا حرج، كأن يكون هذا المخالف قريباً من الحق، أو يكون قوله قد عمّت به البلوى والحق قد اندرس، أو للكشف عن طويته وما يخفي للناس للتحذير منه ، لكن كل ذلك لا يجوز حتى يتوفر شرطان:
أحدهما: المصلحة الراجحة كما قدمت لك.
والثاني: الأهلية للمناظرة وكشف الشبه، فلا يجوز أن يتقدم إلى المناظرة من ليس متأصلاً وله أساس من العلم ، ولذلك كان من قواعد أهل السنة المتفق عليها في المعنى أن "التاسيس قبل كشف التلبيس" ، فلا يتسرع متسرعٍ إلى المثول إلى هذه المقامات حتى يتأصل ويؤسس نفسه، ولذلك تجد أن المناظرات على مرّ التاريخ لم تحصل الاّ مع جهابذة العلماء، كأحمد والشافعي ومن بعدهم كابن تيمية وغيره من أهل السنة، بلّ صاحب السنة الواجب عليه أن يتعاهد نفسه بالتأصيل والتأهب للمناظرة، ولا يتكل على ما كان قد حفظ أو قرأ، ولا يستهين بخصمه فقد يلقن حجة تفحمه، وهذا إمام السنة أحمد بن حنبل عندما دعوه إلى مجلس المناظرة في مسألة خلق القرآن وهو ـ في السجن ـ طلب من ابن أبي حسان الورَّاق أن يحضر له كتاب حمزة في العربية، فنظر فيه قبل أن يمتحن، روى ذلك ابن بطه في "الإبانة" .
ولا يملّ من الدعاء والالتجاء إلى الله في طلب النصرة والتأييد .
وعوداً إلى أصل الكلام، فقد جاء رجل إلى الحسن البصري وقال له، تعال حتى أخاصمك، فقال الحسن: «أما أنا فقد أبصرت ديني، فإن كنت أضللت دينك فالتمسه» ، رواه الآجري وغيره .
 وهكذا جاء رجل إلى الامام مالك فقال تعال أخاصمك! فقال الامام مالك: فإن غلبتك؟ قال: أتبعك؛ فقال له: فإن غلبتني؟! قال: تتبعني؛ فقال: يا هذا إن الله أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ديناً واحد، أمّا أنا فقد أبصرت ديني، فإن كنت قد فقدت دينك فالتمسه.
ومن شأن أهل السنة عدم مماشاتهم؛ قال الأوزاعي : « إذا رأيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره » رواه الآجري وغيره ، وهكذا روي عن الفضيل بن عياض .
وقال إمام أهل السنة أبو عبدالله أحمد بن حنبل: «أهل البدع لا ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم» .
وروى الهروي عن إبراهيم بن أدهم أنه قال: «من صافح  صاحب بدعة فقد أعان على هدم الاسلام».

أخوكم: بدر بن علي بن طامي العتيبي

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني