خطبة عن الحوثيين


[1] أما بعد:
فإن خير الكلام كلامُ الله، وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
عباد الله: اتقوا الله القوي الجبار، وراقبوه ما تعاقب عليكم الليل والنهار، واعلموا أن من كريم فضل الله تعالى أن فاضل بين الأعمال الصالحة، ليسارع المسابقون، وينشط الصادقون في طاعة الله وطلب رضوانه، وبذلك يكون صدق المسارعة إلى الله تعالى كما قال عز وجل ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (آل عمران:133) وقال تعالى ﴿فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ﴾(البقرة:148) وقال في وصف أهل الإيمان ﴿يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (آل عمران:114) وقال ﴿أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ (المؤمنون:61) .
وإن أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله: الجهاد في سبيل الله ؛ لما فيه من نصرة دين الله، وإظهار الحق، وإزهاق الباطل، ومحق أعداء الله وتطهير الأرض منهم ، واستنقاذ أسرى المسلمين من أيديهم ، وصون دماء المسلمين وأموالهم وحرماتهم وأطفالهم، ولذلك عظم الله فيه أجر الطالب من المسلمين والمطلوب ، والغالب والمغلوب ، والقاتل والمقتول ، [2] وأحيا القتلى فيه بعد مماتهم ، وعوضهم عن حياتهم التي بذلوها لأجله بحياة أبدية سرمدية لا يصفها الواصفون ولا يعرفها العارفون .
وكذلك لما فارقوا الأهل والأوطان أسكنهم في جواره ، وآنسهم بقربه بدلا من أُنس من فارقوه من أحبابهم لأجله! فطوبى لمن حصل على هذا الأجر الجزيل في جوار الرب الجليل، وإنما يحصل ذلك لمن قاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، فالجهاد بذلك من أفضل الأعمال، وأجزل الفعال، بغية الطلاب، كثير الأبواب: فمنه جهاد النفس والمال، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ﴾ (الصَّف:10-13).
وكما يكون بالقتال يكون بالمقال، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ﴾ (التوبة:73).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثم يخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) رواه مسلم.
[3]وليس الجهاد مقصوراً على كفاح القتال والمقال، بل يكون أيضاً بصالح الأعمال، والتمسك بدين الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت:69).
فالمجاهدون هم أنصار دين الله العظيم، وهم حماة سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهم سياج بلاد الإسلام عن مكائد أعداء الله اللئام، يصون الله بهم الدين والمال والدم العرض، ويحمي بهم الله حرمات النفس والأرض.
وما كانت شريعة في غرة الإسلام أكرم ولا أفضل بعد دعائم الإسلام من الجهاد في سبيل الله، بل دين الله كلّه جهاد، لأن مقامه على العقائد والأقوال والأفعال، والتوحيد لا يقوم إلا بجهاد المشركين، وإعلان البراءة من دين الملحدين، والصلاة جهاد ورباط، وحبس للنفس عليها في أوقاتها، والصيام جهاد بالجوع والظمأ والقيام، والزكاة جهاد بالمال.
والحج جهاد بتحمل المشاق، وقطع الآفاق، وبذل المال، والتعرض للأهوال، وقد قال النبي r لعائشة: (عليكم جهاد لا قتال فيه: حج بيت الله الحرام).
وإننا في هذه الأيام؛ يقابل جيوشنا البواسل، وجنودنا الفواضل، شرذمة مارقة خارجة عن سبيل المسلمين، بل عن سبيل عقلاء الخلق أجمعين.
وهم فرقة الحوثيين الموارق، أرباب الغدر والخيانة والبوائق، فجمعوا بين خبث الديانة، وفساد البطانة، وانحراف الطباع، والتغرير بالهمج الرعاع الأقماع، وتعاطي المخدِّرات، [4]واقتراف الموبقات، وسخافة العقول، وخبث المفعول والمقول، فأشهروا السلاح على المسلمين، واستباحوا دماء الآمنين الغافلين، وأرادوا كيداً بدولة الإسلام، وغرة المجد في دابر الليالي والأيام، و﴿إِنَّ اللهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ﴾ (يونس:81) .
زعمت سَخِينةَ أن ستغلب ربها                  فـليُغْـلَبَنَّ مغــــالبُ الغلابِ
فحين بلغت القلوب الحناجر، وأغرقت الدموع المحاجر، وضاقت الأرض بفسيحها على عقلاء اليمن والناصحين له ولأخوتهم ممن تربطهم بهم رابطة الدين والدم والجوار والأرض والمصالح المشتركة وتعطلت كل أسباب الحلول السلمية طلبوا النجدة من الجيران والإخوة فلبى سلمان الحزم والعزم سلمان الرجولة والموقف سلمان الصدق والوفاء نعم لبى النداء ومن ورائه كثير من إخوانه من قادة الخليج والعرب والمسلمين.
فأكرم الله جحافل جنود المسلمين، وقوافل أنصار الدين، بإحياء أمجاد الجهاد، ورفع شعار نصرة الدين بين الحاضر والباد، فسخرهم الله لقمع أهل الزيغ والفساد، فصب على أعداء الدين ﴿سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَادِ﴾ (الفجر:13-14) وصار إخواننا سوط الله الذي يسوم أولئك سوء العذاب، فيخزي الله بهم الكافرين المارقين من كلّ باب، وتسعد بذلك قلوب المؤمنين أولي النُهى والألباب، كما قال تعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ (التوبة:14) .
وإن الله تعالى قديرٌ على أن يدفع أولئك الشرذمة بحوله وقوته، وإنما أمرنا بالجهاد ابتلاء وامتحاناً ليختبر صدق إيماننا، ويكرم موتانا بجنات النعيم، ويدخل الرّعب في قلوب أعدائناً، بأننا أقوياء: نُقْبِل على الموت إذا نادى للجهاد المنادي، قال تعالى ﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ [5]يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ (محمد:4-9) .
فهنئاً لهم، ما أكبر حظّهم، وما أوفر أجرهم، وهم يتقبلون في نعيم المجد، وشرف الأمة، ويحييون خير سنن المرسلين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
 الخطبة الثانية
[6] الحمد لله رب العالمين... أما بعد: فيا عباد الله؛ إن ما يقوم به الحوثيون الزنادقة، من مكر وخيانة، وتنفيذٍ لمخططات دول الكفر والرفض، وإعداد للكيد ببلاد المسلمين، بما في ذلك بلاد الحرمين الشريفين، أدام الله عزها، كلّ ذلك، يقضي بوجوب استئصال شأفتهم، وقطع دابرهم، وتدمير قوتهم، فهم الذين جاءوا بما يسمى اليوم بثورات الربيع العربي، واستغلوا جهالات الأقماع الأغرار برايات الجهاد، ومحاربة الدول الكافرة، ولا يريدون بذلك نصرة رئيس على رئيس، ولا انتصاراً للمظلومين، ولا تعديلاً لأخطاء الأنظمة، ولا مكافحة للظلم الواقع على الشعوب! فكل هذه من زخارف الماكرين، وهم والله لا يريدون إلا خراب بلاد الإسلام، ونشر الكفر والرفض فيها، وتقطيع أطرافها دولة تلو دولة، حتى تصل آمالهم إلى  بلاد الحرمين، ولا يريدون تعظيم الله، ولا إقامة دين الله، وإنما يريدون إبادتها لتتجه أنظار الناس وقلوبها وولائها فيما يتوهمون- إلى بلاد الفرس والعجم، وبقاع الكفر والزندقة، وغرروا بالسذج البسطاء، وخدعوهم بالجهاد المزعوم تحت رايات عمّية عمياء، وسوقوا لهم الثورات وما يسمى بالربيع العربي، حتى أفسدوا في كلّ أرض يحلون فيها بما تشاهد العيان، فأين استقرار العراق؟ وأين هدوء ريف الشام؟ وأين سكون خضراء تونس؟ وأين تلاحم شعب ليبيا؟ وأين أمان يمن الحكمة والإيمان؟ كل ذلك ذهب في أدراج الريح وراء تلك الثورات التي تسوقها دول الكفر والزندقة، [7]والرفض والضلال، لكي تكون الأرض ممهدة لهم كما مُهّدت للحوثيين في اليمن، فصالوا وجالوا في مشارق اليمن ومغاربها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عباد الله: أوجه رسالتين هما من الأهمية بمكان:
أولهما: لأبطالنا المجاهدين، وفخرنا المرابطين في كافة القطاعات العسكرية في الدولة، فأقول: يا سياج الأمّة، وغرة جبين الدولة، الثبات الثبات، فأنتم على خير وإلى خير، وعليكم بصدق الاعتماد على الله تعالى، وطلب المدد والغوث منه، وأكثروا من قول: (يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث لا إله إلا أنت) وقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) وقول: (يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين) فقد روى الطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ، فلقي العدو، فسمعته يقول : «يا مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين» . قال أنس : ولقد رأيت الرجال تصرع، تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها.
وعليكم بإخلاص القصد لله تعالى، وإضمار النية بأنكم ما خرجتم لحمية، ولا لعصبية، ولا لراية جاهلية، وإنما خرجتم نصرة لدين الله تعالى، وحماية لديار الحرمين، وحرمات المسلمين، ولازموا الذكر والاستغفار، حتى في ساعات اللقاء، والله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الأنفال:45) ، والاستغفار قوة لأبدانكم، يزيدها حيوية ونشاطاً كما قال تعالى عن هود عليه السلام: [8]﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ (هود:52).
واستبشروا خيراً أيها المرابطون بما أنتم فيه من فضل عظيم، وأجرٍ كبير، من الرباط في سبيل الله، فعن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها, وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة, يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها) متفق عليه .
وعن سلمانt قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وان مات فيه جري عليه عمله الذي كان يعمل , وأجري عليه رزقه , وأمن من الفتان ) رواه مسلم واللفظ له و الترمذى والنسائي و الطبرانى وزاد ( وبعث يوم القيامة شهيداً ).
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كل ميت يختم علي عمله إلا المرابط في سبيل الله فانه ينمي له عمله إلى يوم القيامة , ويؤمن من فتنه القبر ) رواه أبوداود.
والرسالة الثانية: إلى لعموم المسلمين، وكافة المواطنين، فأنتم شركاء في الأجر، إذا وقفتم خلف جيوشنا، بالدعاء لهم، والشدّ من أزرهم، وشحذ هممهم، وعدم الإصغاء إلى [9]الشائعات، وترويج المقالات الزائفة، فإن هذا من شأن المنافقين، والله تعالى يقول: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا﴾ (الأحزاب:60) ، فالحذار من نقل ما يهون من شأن جهاد جيوشناً، أو يشكك في سلامة مقاصدهم، أو حقيقة فضلهم، بل أذيعوا الثناء على المجاهدين، وقفوا بجانبهم بالدعاء، والاستحثاث بالخطب المنبرية، والمقالات الصحفية، والقصائد الحماسية، وكلّ ما يحرك همتهم، ويقوي شكيمتهم، خاصة من الأقارب كما قال النبي r لسعد بن أبي وقاص t وهو من أخواله: ارم سعد فداك أبي وأمي.
فقولوا لإخوانكم وأبنائكم وآبائكم المجاهدين: ارموا فديناكم، اثبتوا، و﴿اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران:200) .
ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ...
عباد الله، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
خطبة: بدر بن علي بن طامي العتيبي الطائف.

تعليقات

  1. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة؛ فلقي العدو، فسمعته يقول: يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين، قال: ولقد رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها))


    [11] إسناده ضعيف:

    أخرجه أبو القاسم بن منيع البغوي في ((معجم الصحابة)) كما في ((الدر المنثور)) (1/38)، و((كشف الخفاء)) (2/516)، وعنه أبو نعيم الأصبهاني في ((دلائل النبوة)) (ص393، 394) والطبراني في ((الأوسط)) (8163)، وفي ((الدعاء)) (1033)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (334)، والماوردي في ((الصحابة)) كما في ((الدر المنثور)) (1/39)، والحافظ ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (4/111) من طريق أبي الربيع الزهراني قال: حدثنا عبد السلام بن هاشم قال: حدثنا حنبل عن أنس بن مالك به مرفوعا.

    قلت: في إسناده علتان:

    الأولى: قال الهيثمي في ((المجمع)) (5/328): رواه الطبراني في ((الأوسط)) وفيه عبد السلام بن هاشم، وهو ضعيف. اهـ.

    الثانية: حنبل بن عبد الله، مجهول، كما قال أبو حاتم الرازي فيها نقله عنه ابنه في ((الجرح والتعديل)) (3/304)، و((نتائج الأفكار)) (4/111، 112)، و((الميزان)) (1/619).

    تنبيه: الحديث عند ابن السني من ((مسند أنس)) وعند الباقين من ((مسند أبي طلحة)) فلعل هذا من ضعف عبد السلام بن هاشم أو شيخه حنبل، أو ممن دونهم والله أعلم.



    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/102722/#ixzz6iGnhDtsr

    ردحذف
  2. تخريج أدعية لقاء العدو



    • عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: ((اللهم أنت عضدي[1] ونصيري، بك أحول[2] وبك أصول[3] وبك أقاتل)) [4].



    • عن صهيب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه أيام حنين بشيء لم يكن يفعله قبل ذلك، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن نبياً كان فيمن كان قبلكم أعجبته أمته، فقال: لن يروم هؤلاء شيء، فأوحى الله إليه أن خبرهم بين إحدى ثلاث: إما أن أسلط عليهم عدواً من غيرهم فيستبيحهم، أو الجوع، أو الموت. قال: فقالوا: أما القتل أو الجوع فلا طاقة لنا به، ولكن الموت)) قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فمات في ثلاث سبعون ألفاً)) قال: فقال: ((فأنا أقول الآن: اللهم بك أحاول وبك أصول وبك أقاتل))[5].


    وعن ابن عباس رضي الله عنهما: حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قالوا: ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173][8)



    [4] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2632)، والترمذي (3584)، والنسائي في ((الكبرى)) (8630)، (10440)، وفي ((عمل اليوم والليلة)) (604)، وأبو عوانة (4/ 217/ 6514، 6565)، وفي ((الجهاد)) كما في ((الإتحاف)) (2/ 204)، والضياء في ((المختارة)) (6/ 339، 340/ 2360، 2361، 2362)، وابن حبان (4761)، وأحمد (3/ 184)، وأبو يعلى (2904، 2949، 3133)، والطبراني في ((الدعاء)) (1073)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (9/ 52)، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (117)، وفي ((الدعوات الكبير)) (425) من طريق المثنى بن سعيد عن قتادة عن أنس به مرفوعًا.

    قال الترمذي: حسن غريب، وقال ابن حجر: حديث صحيح. كذا في ((الفتوحات)) (5/ 60).

    قلت: وذلك لتفرد المثنى بن عن قتادة، ولم يتابع عليه، والمثنى هو ابن سعيد الضبي أبو سعيد البصري القسام: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والعجلي وقال النسائي: ليس به بأس، وانفرد ابن حبان في ثقاته، بقوله: كان يخطئ، وروى عنه القطان وابن مهدي، وروى هو عن أنس ((التاريخ الكبير)) (7/ 418) ((الجرح والتعديل)) (8/ 323)، ((الثقات)) (5/ 443)، ((التهذيب)) (8/ 139).

    [5] إسناده صحيح: تقدم تخريجه في باب ما يقول في دبر صلاة الصبح.

    [8] صحيح:

    أخرجه البخاري (4563، 4564)، والنسائي في ((الكبرى)) (10439)، (11081)، وفي ((عمل اليوم والليلة)) (603)، والحاكم (2/298)، والبيهقي في ((الشعب)) (1081)، وفي ((دلائل النبوة)) (3/317)، وفي ((الأسماء والصفات)) (ص109)، وابن أبي الدنيا في ((التوكل)) (10/ رقم 32)، ((مجموعة الرسائل)) والبغوي في ((تفسيره)) (1/375) وغيرهم، من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس به.



    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/102722/#ixzz6iGp5NFQ8

    لدعاء عند لقاء العدو

    عنْ عبْدِ اللَّهِ بن أبي أوْفَى رضي اللَّه عنْهُما أنَّ رسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في بعضَ أيَّامِهِ التي لَقِي فِيهَا العدُوَّ انتَظر حتى مَالتِ الشَّمسُ ، ثُمَّ قام في النَّاس فقال : « أَيُّهَا النَّاسُ، لا تَتَمنَّوْا لِقَاءَ العدُوِّ ، وَسلُوا اللَّه العافِيةَ ، فإذا لقِيتُمُوهُم فَاصبِرُوا ، واعلَمُوا أنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيوفِ » ثم قال : « اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكتاب ومُجرِيَ السَّحابِ ، وهَازِمَ الأَحْزَابِ اهْزِمهُم وانْصُرنَا علَيهِم » متفقٌ عليه .
    وعَنْ أنسٍ رضي اللَّه عنْهُ قال : كانَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا غَزَا قال : « اللَّهُمَّ أنت عضُدِي ونَصِيري ، بِك أَجُولُ ، وبِك أصولُ ، وبِكَ أُقاتِل » رواهُ أبو داود ، والترمذيُّ وقال : حديثٌ حسنٌ .
    وعَن أبي مُوسى ، رضي اللَّه عنْهُ ، أنَّ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ إذا خَاف قوماً قال : اللَّهُمَّ إنَّا نَجعَلُكَ في نُحُورِهِم ، ونَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهِم » رواه أبو داود بإسناد صحيحٍ .

    (اللَّهُمَّ أنْتَ عَضُدِي، وأنْتَ نَصِيري، بِكَ أحُولُ، وَبِكَ أصُولُ، وَبِكَ أقَاتِلُ))([2]).

    - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضى الله عنه.

    وجاء في بدايته: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند لقاء العدو:...

    ((حَسْبُنَا اللهُ، ونِعْمَ الوَكِيلُ))([3]).

    - صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضى الله عنهما وجاء فيه: ((قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقاله محمد صلى الله عليه وسلم حين قال له الناس: "إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ

    (اللَّهُمَّ إنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُوْرِهِمْ، ونَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ))([1]).

    - صحابي الحديث هو أبو موسى الأشعريرضى الله عنه.

    وجاء في بدايته: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً، قال:...

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني