من المختارات لكم (116): مختصر القول عن شغب قوارع الطبول

(اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) [الأعراف: 89]
******
مختصر القول عن شغب «قوارع الطبول!»
من التهمة إلى التصنيف
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأخ الشيخ: ................. سلمه الله وعافاه، وجعل الجنة مثواي ومثواه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فقد سألتني -بارك الله فيكم- عما نشره أحدُ الأشخاص في مجموعةٍ تنتمون إليها عبر برنامج الواتساب من دعوىً هزيلةٍ مريضةٍ مُتكرِّرَةٍ مِن سِنين؛ يحمل وِزْرهَا وَوِزْرَ مَن قال بها من بهتني بها بادئ الأمر، وَزَعم أنَّنِي أصفُ الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بالإرجاءِ، فبيَّنْتُ كَذِبه وَزيفه في بيانٍ مَنْشورٍ وَمَقاطعَ مَسْموعةٍ كثيرة؛ ومن ذلك:
[1] "بيان في دفع افتراء أحمد بازمول" وهو منشورٌ في مواقع منها:
وقد حاول غرٌّ بليد عراقيٌّ أن يردَّ عليه فتكلَّف الصَّعْب، وسَلَك الوعْرَ، وَحرَّف الكلامَ وبَدَّل المعنى، وَذَهبَ إلى مُستوحَشِ الدَّلائلِ، وطَلب بعيدَ النوائلِ؛ لكي يُلزمَني بتُهْمَةِ بازمول ولا تُهمة!
وكلامي واضحٌ -أقوله من قبل ومن بعد-: «وهو أن مجرد قولي بأنَّ الشيخ الألباني انتقد عليه بعض العلماء مقالات في مسائل من باب الإيمان لا يلزم منه تهمتي له بالإرجاء ولا الانتقاص من قدره وعلمه».
وهذا ما أدين الله تعالى به سرّاً وعلانية، ولن يجد لي -لا هو ولا غيره- مقالةً واحدةً؛ لا في شريطٍ مسموعٍ ولا كتابٍ مَطبوعٍ أنني قلتُ فيه ما اتهموني به، ولكنَّهم قومٌ يشاغبون.
[2] ومقطعٌ صوتيٍّ تكلمتُ فيه تَصريحاً ببيانٍ شافٍ كَافٍ لمن أراد اللهُ هدايته ووقوفه على الحقيقة:
وبيَّنتُ فيه كَذِبَ حَمَّالةِ الحَطَب الأولى، ولا زال إلى اليوم في ذلِّهِ وهَوانِهِ يحمل فريته على جنبِه ولم يأتِ ببرهانٍ يُحَاجِجُنِي بِهِ أمَام الله تعالى يوم القيامة! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ومَن رمى مؤمناً بشيء يُريد شَيْنه به: حُبس يوم القيامة على جِسْر من جسور جهنم، حتى يخرج مما قال» رواه أبو داود، فالله موعدي وإيّاه.
[3] ثم سئلتُ وأنا في مدينة "كلير مون فيرون" بفرنسا عن حقيقةِ هذه التهمة، فأجبتُ بما هو في هذه المادة:
ولا زالَ الأقماع في غيّهم يعمهون، ووراء كذبة ذلك الأفَّاك يركضون، ولا يهُمُّني ذلك كلُّه، ومجرد تخطئة الألباني لا تعني الغضَّ من قدرهِ، ولا الإنزال من رتبته، وليس كل من انتقد عالماً من العلماء بأدبٍ وعلمٍ وحجةٍ يكون متنقصاً له، حاطاً من قدره! وإلا كان الشيخ الألباني رحمه الله من أشهر من يوصف بذلك، في عباراتٍ له مشهورة في عدد من العلماء المتقدمين والمتأخرين.
وقولي فيه هو قول شيخنا الفوزان كما هو هنا:
(مرادي مضمون الكلام ولا يهمني ولا يلزمني حساب الرابط ولا عنوانه ولا مضمون إخراجه)
وهنا:
(مرادي مضمون الكلام ولا يهمني ولا يلزمني حساب الرابط ولا عنوانه ولا مضمون إخراجه)
فما الفرق بين القولين؟
أم في الجلوات الكلام فيَّ فقط، وفي الخلوات الكلامُ في الجميع!
[4] ثم شاغب العابثون عام 1424 -2004 في زيارةٍ لي للشيخ زهير الشاويش رحمه الله تعالى، وجعلوا زيارته مُعضلةَ المُعضلات، ومِن كِبارِ الزَّلات والخَطِيئات، والشيخُ زهير الشاويش رحمه الله من علماء أهل السنة بلا جدال، وليس بمعصوم، فمنه من الزَّللِ كما من غَيرِه، ولكنَّه مِن علماءِ أهلِ السُنة، وثناءات كبار العلماء عليه مشهورة منتشرة، وعلى رأسهم شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في آخرين، والخلاف الذي بينه وبين الشيخ الألباني تجاريٌّ علميٌّ سعى بالصلح بينهما شيخنا ابن باز رحمه الله وغيره كثيراً والأمر موثّق بالمكاتبات بين كلّ الأطراف، وليس الخلاف بينهما في أصلٍ عقيدي، أو عن خلافٍ مَذهبي، والله يجمع بينهما في جنات النعيم ويغفر لهما.
وكتبتُ حيال ذلك مقالي:
وشاغب حَوله ذلك الغرُّ المرجئ العِراقي، ولم ألتفت له، لأنه من آخرِ الرَّكْبِ، وَمِنْ نكِرَاتِ العَصْرِ، ولم يذكر في مقالِه ما يستحق الالتفاتَ أصلا.
[5] ثم جاء الكلام عن الشيخ ربيع المدخلي وفقه الله وبارك في عمره، وله من المقالات مثل ما للشيخ الألباني كذلك، وقد انتقدها العلماء بل هم أبلغ في التصريح من كلامي:
= فعُرِض بعض كلامِه حفظه الله بالتصريح باسمه على الشيخ صالح الفوزان وانتقده وخطأه فيما قال، وقال فيه ما قال:
(مرادي مضمون الكلام ولا يهمني ولا يلزمني حساب الرابط ولا عنوانه ولا مضمون إخراجه)
فأيُّنا أشد قولاً؛ قولي أم قول شيخنا؟ ولماذا عرضي مستباح دون غيره؟
= وعُرِض بعض كلامه حفظه الله أيضاً على شيخنا ابن غديان رحمه الله وقال فيه قولا شديداً:
(مرادي مضمون الكلام ولا يهمني ولا يلزمني حساب الرابط ولا عنوانه ولا مضمون إخراجه)
فلماذا لم يستبح عرض شيخنا ابن غديان وهذا كلامه؟ ومالت ساقيتهم على كلامي لمجرد قولي عن بعض ما كتبه الشيخ ربيع: «لا ينشر!» فقَرَع القوارعُ عندها الطبول تشغيباً وتضليلاً لتمرير أهوائهم في مسائل الإيمان! مع أن مجرد قولي: «لا يُنشر» لا يلزمُ منه الانتقاصُ من رتبةِ الشيخ ولا الحطُّ قدره بَلْه أنْ أُلزم باتِّهامه بما يرومونه مني، فقد حذَّر شيخنا الفوزان من كتاب الغرّ العراقي المسمى: "رائد آل طاهر" في كتابه "نصب الراية..." ويُنسبُ إلى الشيخ ربيع المدخلي تقديمه، ووصف شيخنا الكتاب بأنه كتاب إرجاء!!:
(مرادي مضمون الكلام ولا يهمني ولا يلزمني حساب الرابط ولا عنوانه ولا مضمون إخراجه)
فهل يستطيع هؤلاء الأغمار النيل من جناب شيخنا الفوزان، وقولي لا يبلغ معشار مبلغ قوله؟
[6] ثم جاء الكلام عن تقريراتي لمسائل الإيمان؛ ومقالاتي عن "الإرجاء الماكر" وكلَّما تكلمتُ عن الإرجاء بنصوصِ أهل السنةِ وكلامٍ قد نطق به خلقٌ كثيرٌ غيري من السابقين واللاحقين- جاء المشاغبون يركضون، وأنزلوا "عموم" قولي على  شخص فلان وفلان!! بينما كلامي بعينه هو نصّ كلام أهل العلم قديماً وحديثاً- كشيخنا الفوزان وغيره، في مسائل مقام العمل من الإيمان وحكم تاركه بالكلية وأنه مرجئ، وأنه لا خلاف في ذلك، كـ:
(مرادي مضمون الكلام ولا يهمني ولا يلزمني حساب الرابط ولا عنوانه ولا مضمون إخراجه)
ومثله:
(مرادي مضمون الكلام ولا يهمني ولا يلزمني حساب الرابط ولا عنوانه ولا مضمون إخراجه)
فلماذا صريح قول شيخنا الفوزان وتلميحه لا يشاغب عليه أولئك الأغمار، ويقرعون طبولهم عند كلامي العام الذي لو أردتُ إنزاله على شخصٍ ما منعني عنه وايم الله- مانعٌ من دون ربي؛ سواءٌ كان المراد الشيخ الألباني أو الشيخ ربيع أو من يكون!
[7]  أما مسألة (الحدادية) والنبز بها، فلا تضرني ولا تهمني، فصاحب السنة لا يغضب إذا ذُكرت عنده هذه الأسماء المحدثة، كما روى الآجري واللالكائي أن رجالا قالوا لأبي بكر بن عياش: يا أبا بكر؛ من السني؟ قال: «السني الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشيء منها» والحداد عندي معلومُ الطريقة، ومخالفاته من أول ظهوره، ولا يهمني ولا يعنيني بشيء، ومجرد نفيي مسمى "الحدادية" لا يلزم منه دفاعي عنه فكيف بأن أوصف بالبدعة أو يحذّر مني بسبب ذلك! لأن التلاعب بالتصنيف من آفات العصر، وكل من خالف أو خولف نبز الآخر بمسمى جديد، وألحق به طائفة! وهذه كلها جاهلية عمياء، وحزبية مقيتة، فقالوا: «حدادية مغراوية عرعورية مأربية حجورية فالحية! عبّادية مدخلية حلبية!!- ...» ولا زالت الأيام تسوقهم كلَّ يوم إلى اسم جديد! فهذا غير سليم، وإن كان بعض المشايخ أقر النطق ببعض ذلك؛ فعدم نطقي بها واعترافي بالمسمى لا يشينني ولا يخرج بي عن سبيل أهل السنة، ما دمتُ لا أوافق الحداد على جناياته على العلماء، وجرأته على أئمة أهل السنة، وتعنته في الحكم على الرجال، ومن تبعه في ذلك الخطأ، وقلّده لا يلزم منه أن يختلق لهم اسم طائفة! فكما قلت مرارا وتكرارا: «ليس كل من خالف وأخطأ على مرّ التاريخ تنسب إليه بخطئه وبدعته طائفة حتى يخالف في أصلٍ من أصول الإيمان العظام ومسائل الاعتقاد الكبرى أو يكون لهم تنظير وتأصيل وانتماء وتعصبٌ لإمامهم، أو يختلقون هم بأنفسهم لأنفسهم اسماً يفارقون به جماعة المسلمين» وأما مطلق البدع والمخالفات فما زال الكثير يقعون في صنوفٍ من البدع والأهواء والزلل ولم تنسب إليهم بذلك طائفة، وقد قرر نحوه هذا الأصل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في فتاويه كما نقلته كاملاً في "الرسالة الأوروبية" وغيرها.
وقبل ختمي للرسالة بورك فيكم ثمّت تنبيهان:
أولهــمـا: أن من ضعف الحجةِ، وسخفِ العقلِ: مقابلةُ القولِ بالسبِّ والشتمِ والتَّصنيف! والحجة إنما تقارع بالحجة، والقول ينقض بالقول، وعامة أولئك الأغمار لم يتكلموا في مسائل الإيمان بمقالٍ ولا كتابٍ يستطاع من خلاله مقابلتهم بالمباحثة والنظر، والتحقيق والبيان، وإنما غايتهم: إطلاق التصنيف، الطعن في النوايا، وسلوك لوازم الألفاظ وترك صريحها، ولا يخرج الناظر منهم بفائدة تُذكر في مسألة الإيمان ومحل العمل منه!
والأدهى والأمر أن يبالغ البعض في التيه والزَّلَل إلى الانتصار للخطإِ، والتأصيلِ له، ولم يقف الحد إلى مجرد الاعتذار لقائله، أو تأويله على أحسن المحامل، بل تفاقم الشأن ببعضهم إلى الغرق في تأصيل مذهب غلاة المرجئة من الجهمية وأشباههم، ولبّس على الناس دينهم، وروّج بينهم مذهب المرجئة، وهذا من نتاج ما حذر منه العلماء من «زلة العالم» و«زيغة الحكيم» وما يحصل من ورائها من مُعْضلاتٍ ومُضِلاتٍ، فلئن كان الشيخ الألباني وربيعٌ -رحم الله الميت وبارك في عمر الحي- قد وقع منهما الزَّللُ في تقريرٍ مسألةٍ من مسائلِ الإيمان بحسب ما بلغ إليه اجتهادهم مع ما يعلم عنهم من حب السنة ونصرتها، والرد على أهل البدع، والطوائف المنحرفةِ إلا أنَّه قد أتى من بعدهم أقوامٌ وقعوا في الحضيضِ الدَّاني من الإرجاء لما غَلوا في عدم الاعتراف بزلَّاتِ من يُعَظِّمون حَتى صَوَّبُوا الخَطَأ، وجعلوا الزَّلة بينةً وبُرْهَانَا، كما حصل في تقريرات العنبري ومُراد شكري والحلبي والزهراني وغيرهم، وما صدر من اللجنة الدائمة لكبار العلماء من تحذيراتٍ وبياناتٍ في التحذير من مقالاتهم ومؤلفاتهم تلك.
وزلات العلماء لو كانت تُغسل بدماءِ العُروق لغُسِلت، حمايةً لجنابِ الدين، وحفظاً لحقوق علماء المسلمين، والناصحُ لهم؛ المنبِّه على أخطائهم بعلمٍ وأدبٍ هو خير والله من المطبِّلين المتحزبين المغرورين المتهوكين المتلاعبين بالتَّصنيفِ واستباحة أعراض الخلق، فالناصرُ هو الذي يأخذ على يد المخطئ وينصحه وينبهه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» وأخبرهم بأن نصرة الظالم تكون بالأخذ على يده، وليس الناصرُ الذي يمدُّه في الظلم والخطأ، ويزينُ له سوءَ عملِه، فتزيين أعمالِ ومقالاتِ السوء والخطإِ وتصويبها من سُنَنَ الشَّيْطان كما قال تعالى: (تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النحل: 63] في آيات أُخر.
والــثـاني: لو سئلتُ ما تقول في الشيخ الألباني وربيع وهل هما من أهل السنة؟ فأقول: قد قلتها من قبل، وأقولها الآن: «نعم؛ ولا أصوّب ما وقعوا فيه من أخطاء في مسائل الإيمان» ولا يهمني فريقان اثنان وكلُّ حزبٍ بما لديهم فَرِحُون:
فَـــرِيـــقٌ: يناديني إلى إقرارِ الخطأ، وتصويب الزلة، وتقديم حب الأشخاص وتعظيمهم على منهج أهل السنة والجماعة وعقيدتهم، وما يقرره أكابر علماء السنة ماضياً وحاضراً في مكانة العمل من الإيمان، ومسائل التكفير.
وفــريـــقٌ: يناديني إلى الحكم بالظُّلمِ؛ والتشفي والتَّشهي، والاستجابةِ لعواطف الخلق ورغباتهم، وعدم جَمْعِ الكَلامِ، واسْتِحْضارِ الحُجة والبيِّنة، واعتبار الشبهة، والحكم بالعدل، ولزومِ جادة أهل العلم الراسخين.
وكلا الفريقين وغيرهما- والله ما أسرجتُ لهم ظهري! ولا عَقَدتُّ لهم حَبلاً في عنقي كي أكون كالبهيمةِ يقودونني إلى ما يريدون، وأنا أعلم أن الله تعالى سيوقفني بين يديه في (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88، 89] ويجئ فيه: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف: 67] ويقف الناس بين يديه سبحانه لفصل القضاء واستنقاذ الحقوق: (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا) [طه: 111] (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [غافر: 52] فهذا مذهبي وقولي وتذكيري فمن شاء بعدُ فليتقدم أو ليتأخر و(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدثر: 38].
وختاماً أخي الحبيب:
كل هذا رعاكم الله وأضعافه؛ سبق أن بينته مراراً وتكرارا في مواطن كثيرة، في رسائل وصوتيات عدة، وأنصح منه بـ: "الرسالة الأوربية" و"ارحموا السلفية" و"الموقف ممن وصف ببدعة من علماء الإسلام" وغيرها من الرسائل، ولولا عظيم قدركم عندي، وعلو منزلتكم أبا عبدالله- ما سيّرتُ القلم لكتابة هذه الأسطر، ولكن لعلها تزيل عنكم الشبهة، وتدفع الفرية، وتوضح المُراد، وتُرشد الجاهل، وتقمع المفتري المماحل، ووصيتي لكم ولكل طلاب العلم بالاشتغال بالعلم الشرعي والدعوة إلى الله تعالى، وتأديب النفس على حفظ الحقوق والحرمات، وأطرها على الحقّ أطرا، واحترام العلماء وحفظ منزلتهم، ومراجعة العلماء في الكلام على الرجال والحكم عليهم، فهم أتقى لله تعالى، وأحفظ لحقوقه، وأرعى لمحارمه، وأعلم بموجبات الجرح، وأبرأ وإياك من حظوظ النفس، ودواعي الهوى، ونزغات الشيطان؛ وإخوان العلانية أعداء السريرة الذين يظهرون للناس بحب العلم والعلماء وهم يقعدون لهم كل مرصدٍ في الخلوات بالهمز واللمز، وسلام الله الكريم عليكم وعلى سائر الإخوان في جهتكم، ورحمة منه سبحانه وبركاته.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
مع أذان مغرب ليلة الجمعة 11 جمادى الآخرة 1438هـ
الطائف.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني