وقفة عابرة

وقفة عابرة
حفل جائزة الإكليل الذهبي
بأسبانيا
والأثافي الثلاث!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله     أما بعد:
فهذه وقفةٌ عابرة مع حدثٍ جرى هذه الأيام، ولنا فيه عِبَر، وتأملٌ ونَظرٌ، خاصة وأنني أحسبُ أنَّ مِن بينِ ضَجيجِ تويتر، ونِبالِ التُّهَمِ والشَتَائِم: أشَخاصَاً تَنْشدُ الحقَّ، وتَطَلُب الدَّليل، وتُلازِم العقل، ولا تَستخفُها النداءات ولا الهاشتاقات! فلعلِّي أُعَبّر فيما يأتي عما أرجو أن يُرضي الله تعالى ثم يُرْضي صَالحيِ عِباده، ويُميِّز الصَّوابَ عن الخطأ، والعَدلَ مِن الظلم، إذ قد حصلَ قبل أيام أن أُذيع عَبر وسائلِ التَّواصِلِ بَرْنَامجٌ يَظهر فيه جماعةٌ من المحسوبين على أهل الفتوى والعلم في حفلٍ سَافرٍ فاضحٍ، لم تَستطعِ العينُ أن تَرى كلَّ ما فيه، ولا الأُذن أن تسمع ما يحتويه، ولا الرَّغبة أن تُكمل باقيه!
ولا أدري أين الألم:
أفي المنكرِ ومحادَّةِ اللهِ ورسولِهِ، والفحشِ والتعرّي وقرعٍ المَعازف؟
أمْ في هَوانِ العِلمِ، وبَخس قيمتِهِ في قلوبِ بعضِ الخَلق؟
فما عظَّموا ديناً رَفعهم اللهُ بِهِ، ولا نَصروا شريعةً تبعهم النّاس مِن أجْلِها، ولا أكْرمُوا لحىً أشَارَ إليهم النَّاس بِسببها بأنَّهم من أهلِ الصَّلاحِ! بل جَلَسوا مجلس ذلٍّ وهوان، تُقْرَعُ فوق رؤوسِهِم الطّبولُ وتعزف الموسيقى، وتمر السافراتُ الكافراتُ عليهم إدباراً وإقبالاً، ويَعُظَّمُ فيه مَن أذلَّه اللهُ وأهانه من أهل الكفر والإشراك:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم       ولو عظمــوه في النفوس لعظما
ولكن أهانــوه فـهــان فـدنسوا       محيــاه بالأطـمـاع حتـى تجهما
فآلمني ما رأيتُ أشدَّ الألم، وقد نهى الله تعالى عن شهود الزور، وحضور نادي المنكر، وقال: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأنعام: 68] وقال في وصف عباد الله المؤمنين: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) [الفرقان: 72].
فكيف بمجلسٍ فيه صُنوفٌ من القبائحِ والرذائلِ، والتَعرِّي والاخْتلاطِ، وتعظيمِ وتكريمِ مَن يحادَّ اللهَ ورسولَه؟
فبأيِّ عذرٍ شرعيٍّ سائغٍ أباحوا لأنفُسِهِم حضورَ تلك المواطنِ المهيِنةِ، والمجامعِ المَشِينةِ؟: (أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا * وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) [النساء: 139، 140].
فقناتُهم التي أهانوا دينهم من أجلِها مَع عدم سلامَةِ كلّ مَضْمونِها- يزعمون أنها اشتهرت وانتشرت، وأقْبَل عليها الناسُ، حَتى استحقت التكريم! فَما الدَّاعي لحضِورِه؟ والإقبالِ عليه، وشهودِ المُنْكرِ، وَهُم يَزْعمونَ أنَّهم قَد كَوَّنُوا قَاعدةً جماهيريةً مليونيةً!
واللهِ ما جازَ لهم شهودُ هذا المنكر، ولا حُضورُ مثل هذا المجلسِ القبيح؛ الذي تأنفُ منه الفطرُ السليمةِ، والعقولُ القويمةِ، وما شَهِد النبيُّ صلى الله عليه وسلم مجلسَ زُورٍ، وَلا اجتماعَ فجورٍ، ولا مقاعدَ قَيّناتٍ وخمورٍ، يُعزُّ فيه الكافرُ، ويُذلُّ فيه دينُ المؤمن! وإنَّما يشهد مجامعَ النَّاس العامَّة، ويكونُ صوتُهُ الأعلى، وَيُنَادِي في الناس: «قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، ولم يَقُم وحاشاه- مقام الذي وقع فيه أولئك النفر هداهم الله.
فهل عندما حَضروا أمَرُوا بالمعروفَ، ونَهوا عن المنكرِ، وَدَعُوا إلى التَّوحِيدِ والإسلامِ، وأعزُّوا دينَ الله، وأظهرُوا عِزَة ما هُم عليهِ من الحقِّ؟
أم أنَّهم رَضَخوا لهم؛ وأُهينوا هُنَالك صاغرين! فَعُزِفت على آذانهم المعازفُ، وعُرضت أمام أنظارهم السَّافِراتُ الكافِرات؟
فالواجبُ عليهم:
التوبةُ إلى اللهِ تَعالى والاسْتِغفارِ، والبراءةُ ممَّا وقَعوا فيِه مِنْ زَلة وخيمة، عَسى الله أن يعفو عنهم ويتجاوز.
وبَعدَ انتشار هَذه البلية، وتناقل الناس لتلك الرزيِّة؛ رأيتُ انحرافَ ثلاثِ فرقٍ من الناسِ عن السَّبيلِ في مواقفهم من ذلك، وكلُّهم على طَرفٍ من الخطإِ ومخالفةِ الصَّواب:
أما الفريق الأول: فمن أذاع الخبر وأشاعه بادئ الرَّأي، ولو كانَ من باب مقابلة المنكر بالإنكار، والخطأ بالتصويب، والمخالفة بالنصيحة لما كان في الأمر لومٌ ولا تثريبٌ، فَمَن أخطأ علانية فالحقُّ نصحُهُ علانية ليعلم الناس خطأه، ومبلغَ زلتَه، ويكونَ النُّصحُ بالحكمة والموعظةِ الحسنةِ، والتلطفِ معه، ولكن المؤسفَ أنَّ بعضَ مَن أنْكَر فعلَتَهُ: قُرِعَ عندها الطُّبول، وُسلِك بها مَسْلكَ التَّشَفِّي والتَّشَهِي، والتَّعْييرِ والشماتةِ، والتَّضاحكِ والاستِهْزاءِ، وما هَكَذا يكونُ النُّصْح، وَليس كذلك يكون الإنْكارُ، فدينُ اللهِ تعالى لا يُنصرُ بحظوظِ النَّفسِ، ولا يُؤجر المرءُ حتى يكونُ إنكارُه للهِ، ونُصحُه لله، وغضبُه لله، ويَسألُ مع ذلك من الله العافية، كَما هوَ شأنُ السَّلف في التحذير من مخالفة المخالفين بقولهم: «حذّر منه واسأل ربك العافية» وربما كان تحذيرُهم بأقلِّ الألفاظِ والعبارَاتِ والإشارَاتِ، كُلُّ ذلك تَحاشِياً لكي لا يَنتصروا لأنفسِهِم، ولِكي لا يَقعوا في الظُّلمِ، وَمِن المقاصدِ الشَّريفةِ: تأديبُ القلب واللسانِ عَلى القولِ الحَسَنِ، وسلامةِ الصَّدرِ عَلى المسلمين.
ومما يدلَّ على فسادِ بعضِ النَّوايا أنَّ الكثيرَ منهم خَصَّ الإنكار على واحدٍ من أولئك النفر! وسَكَت عَن الباقين! وكُلُّهم في البلاءِ سَواء، والإنكارُ واجبٌ منّا على الجميع، ومناصحتُهم، ولا يهمنا سابق شأن من بالغوا عليه في الإنكار، وما كان منه من مقاطع منشورةٍ مشهورةٍ في ذمِّ الاختلاط والبكاءِ عند إنكارِه وما إلى ذلك، فلنا ظاهرُهُ، ونَكِلُ سريرتَه إلى الله، وليسَ بذلك نقيسُ دينَه، ونفحصُ عقيدتَه، وإنَّما نعرفُها وعرفناها!- بما سُمِع من ذمِّه لأهلِ السنة، ونبزِهِم بالألْقَابِ، وثنائِه على أهلِ البِدَعِ، فَكذلك يَنْبَغي أنْ يكونَ الجرحُ، ولا يكون بأمثالِ هذه الأمور.
ومن المؤسف:
أن كثيراً من هؤلاء الذين طارُوا بهذِه الزَّلةِ الوخيمةِ، وشنَّعوا على فاعِلها، كَمْ رأوا مِنَ المُنكراتِ القَبيحة هُنَا وهُناك ولم نرَ مِنهم مِثل تلكَ الهَجْمةِ الشَّرِسَةِ! فكأنَّ القَضيةَ شَخْصيةٌ أوْ حِزبيةٌ وليست للهِ، وإلا لو كانت لله لرأينا الغَضْبةَ هُنا وهناك على حدٍّ سواءٍ أو مُقارب.
ثم يجدر التنبيه على:
أن كلّ بني آدم خطّاء، والأصلُ السِّتْرُ على المُسلِم، وعَدم الفَرح بوقوعِهِ في الذَّنبِ، ولُو كانَ مُخالِفا في بَعْض مَسائلِ العِلم والعَمَل، ولا يجوز أن يُذكر من أخطاء المخالفِ إلَّا مَا كَان له علاقةٌ بمذهبِهِ وعقيدتِهِ، وما عَدا ذلك مما لا علاقة له بذلك، ولا فائدة تعود إلى أصل التحذير والجرح لا يجوز ذكرُهُ، إذ قد توسَّع خلقٌ في ذكرِ معائبِ قومٍ بما لا علاقة له بالمقام، وهذا ظلم ولا يجوز، كما بينته في موطن آخر، قال أبو عمر ابن عبدالبر في " الجامع" (ص159) : «وقد كان ابن معين عفا الله عنه يطلق في أعراض الثقاة الأئمة لسانه بأشياء أنكرت عليه منها قوله : عبدالملك بن مروان أبخر الفم وكان رجل سوء!
ومنها قوله : «كان أبو عثمان النهدي شرطياً».
ومنها قوله في الزهري: «أنه ولي الخراج لبعض بني أمية وأنه فقد مرة مالاً فاتهم به غلامه فضربه فمات من ضربه!» وذكر كلاماً خشناً في قتله على ذلك غلامه تركت ذكره لأنه لا يليق بمثله.
ومنها قوله في الأوزاعي: «أنه من الجند ولا كرامة!»....».
فما لا علاقة له بموجباتِ الجرحِ في المذهبِ والمُعْتَقد من زلاتِ بني آدم التي لا يكادُ يسلمُ منها أحدٌ لا حاكمٌ ولا محكومٌ، ولا صَاحِبُ سُنَّةٍ ولا صاحبُ بدعة، وَما على المرء إلا أن يسأل الله السلامة والعافية، وأن لا يغادره ستر الله عليه، وأن لا يحمله ما لا يطيق من البلاء.
والفريق الثاني: جمهورُ أولئك الذين ضَلّوا وزلّوا بما وَقَعوا فيهِ مِن مُنكر، فَغَلب على جمهورِهم وأبناءِ حزبِهم الهَوى؛ فأطَاعوه، وزيَّنوا لهم المُنكر، ولبَّسوا الحقَ بالباطل، وصحَّحوا ما قامُوا به من فعل مشين: فقهياً، واستدلُّوا بمتشابِهِ الأدلّةِ بسقيمِ الفَهْم، حتى قائل قائلُهم: «والله لو قَرَعُوا بكؤوسِ الخُمرِ من أجلِ الإسلام لجَاز لهم» ومِنهم من كَذَبَ على اللهِ ورسولِه، وزعمَ أنَّ هذا دينُ الله، ومِن بابِ جَلْب المصالح العُظمى بارتكابِ المفاسدِ الصُّغْرى، وأتوا بمقدماتٍ سقيمةٍ يُخادعونَ بها العامة، ويستجلبون بِهِ رِضَى السُذّّجِ والبُسَطاء، وكلُّ ذلك من الهوى والحِزبيةِ المُقيتِةِ، وَهي جادةٌ لهم مجربةٌ ذكرتُها في مقالاتٍ سابقةٍ كمَقالي: «المتاجرة بالولاء والبراء»:
وما كتبتُه تحت هاشتاق ( #احذروهم_فإنهم_يكذبون ) حَتى ظهرَ للخاصِّ والعامِ أنّهم يكْذِبونَ في إنْكَارِهم ونُصْحهِم، وأنّهم لا يعرفونَ معروفاً ولا يُنكرونَ مُنكراً إلَّا مَا وافقَ أهواءَهم، وأنّ الأهواءَ تتقلبُ بهم معَ مَصالحِ الحِزْب والطَّائفة، وأنَّ كلّ ما تزيَّنُوا بَه أمام الجمهور والعامّة من إنْكارِ المنكر، والغيرةِ في ذلك، والتحريشِ والتَّحْريض ضِدَّه: قد وقع فيه بعضُهم ثم صَوّب بَعضُهم لبعض، فترى  المنكرَ الواحد يقعُ من مخالفيهم فيجعلونُه من أكبر الكبائر والمنكرات، ثُم يقع من أحدِ أئمتهم ومعظميهم وتابعِيهم فيجعلونه من الطَّاعات والقُربات؛ في مسائل عدة في "العقائد" و"موالاة الكفار" و"تحكيم شرع لله" إلى بعض الأخلاقيات والسلوكيات كـ"التبرج والسفور" و"الاختلاط" و"استحلال المعازف!" فكلُّ ما تكلموا به في ذلك هُمْ فيه في أمرٍ مَريجٍ، عَلى سُنَّة أهلِ الكُفْر والضَّلال كما حكى الله تعالى عنهم: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [التوبة: 37] وكَذلك هُم اليوم يَصنعون! فهذا الفريق فريقٌ بئيسٌ يسلك مَسلك إبليس الذي يُزيِّنُ للناسِ الباطل، فالحذرَ منهم ومن سبيلهم واجبٌ.
وقد ذكر بعضُ أدعياءِ العلم من هذا الفريق أدلةً شرعيةً، وقواعدَ فقهيةٍ يرقِّعون بها عَيبةَ صاحِبِهم، ويُصحِّحُون مَذْهَبه، وكُلُّها فُهومٌ زائفةٍ، ومذاهب منحرفةٍ، وما حصل على مرّ التاريخ فيما أعلم- أن طُلب عِزُّ الإسلام بمثلِ هذا الذُّلِّ والهَوانِ -على فرض التسليم بأنهم بقناتهم «يعزون الإسلام» مع ما فيها من مخالفات شرعية مخزية- وأي عزٍّ في ثناءِ تلك الجهة وتكريمها؟ وهم من قومٍ ما يودون: (أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [البقرة: 105].
أما الفريق الثالث: فهم النافثون في عُقَدِ الانْحِلال، ودعاةُ الضَّلال، وحُماة الرَّذِيلةِ، والجناةِ على الفَضِيلةِ، الَّذين استَغلُّوا هذا الموقفَ لإدخالِ الشكوكِ على النَّاس، والاستهانة بالعلمِ وأهلِهِ، وتقوية مطالبهم المنحرفة للاختلاطِ والتعرِّي والمجونِ والسينما، والحريةِ الشيطانيةِ، وسننِ الجاهليةِ، وبين أيديهم أقوامٌ ظهروا بلباس الدِّين، ولسانِ العلم؛ وهم في الأذلين ومن أجهل خلق الله، كما ترون بعض كلامهم وتلبيسهم هنا:
فأوهمُوا الجهّال أنّ الأصلَ هو الانحلال والانحراف، وأنَّ إنكار: الحفلاتِ الغنائية، والاختلاط، والسينما: إنما هو من فِقه المتَّحزبين الَّذِين اتخذوا الدِّين سُلَّماً لنيلِ مطالبهم الحزبيةِ، ومقاصدِهم الدُّنيوية، بينما هو دين الله تعالى الذي اتخذه بعض الأهواء وسيلة ليشتروا به ثمناً قليلاً، وَعرَضا من الدنيا رخيص؛ من طلب المال والشهرة، وحشد الجماهير للحزب وقبول أعماله.
وهكذا سبيل الزنادقة؛ يعجزون عن صد الناس عن الحق بصورة الحق، ولكنّ يصورون الحق بغير صورته زخرف القول غرورا، أو يفترون عليه، أو يأخذون بعض زلّاته أهله وسقطاتهم لتشويه الحق كلّه ظلماً وعدواناً.
وهذا الفريق؛ هم واللهِ أخطرُ الفِرق الثَّلاثِة؛ فما مُرادُهم إلا هَدْمِ الإسْلامِ، وطَمْسُ معالمه، وتصيدُ أخطاءِ الأفرادِ لنسبتها إلى كلّ الإسلام.
وكل هذه الفرق زلَّت وضَلَّت في مواقفها من تلك الحَادثة، والواجبُ على المُسلمِ أنْ يسأل الله تعالى العافية، وأن ينكر المنكر بعلم وعدل، ويحذر الناس من شهود المنكر، وحضور مواطن الزور والرِّيَب، وقطع السبيل على المغرضين الذين يريدون التشكيك في دين الله تعالى.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
بدر بن علي بن طامي العتيبي
12 جمادى الآخرة 1438هـ

[هذا المقال لن يطول الاحتفاظ به في المدونة فالقصد إيصال المراد في قضية معينة]

تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاكم الله خيرا وفيتم وكفيم شيخنا المبارك

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاكم الله خيرا وفيتم وكفيم شيخنا المبارك

    ردحذف
  3. اخي بدر بن علي
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    اعتقد لو تريثت قليل و سمعت من الشيخ لمى رددت هذا الرد.
    اما الثانيه فهيا استشهادك ب الآيات لم تكن فى موضعها حيث انك ثبت التهم بدون ان تسمع من الشيخ ماهيه الحيثيات التى استدعت ل ذالك
    انا كتابتى ل التعليق ليس من اجل احد بقدر ماهيه معرفه الحقيقه المجردة و دمت بخير و جميع المسلمين آمين

    ردحذف
  4. اخي بدر بن علي
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    اعتقد لو تريثت قليل و سمعت من الشيخ لمى رددت هذا الرد.
    اما الثانيه فهيا استشهادك ب الآيات لم تكن فى موضعها حيث انك ثبت التهم بدون ان تسمع من الشيخ ماهيه الحيثيات التى استدعت ل ذالك
    انا كتابتى ل التعليق ليس من اجل احد بقدر ماهيه معرفه الحقيقه المجردة و دمت بخير و جميع المسلمين آمين

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني