من المختارات لكم (145): حقيقة مذهب المفوضة أهل التجهيل وسبب أنتشاره بين بعض الحنابلة

 

حقيقة مذهب "المفوضة"

‏أهل التجهيل

‏وسبب انتشاره بين "بعض" الحنابلة!

══════ ❁✿❁ ══════

‏لما كسر الله شوكة "الجهمية" بأئمة أهل السنة، وكشفوا أباطيلهم، ونخلوا أقاويلهم، وصارت مذاهبهم مرفوضة، وشبهاتهم منقوضة.

‏عادت "الجهمية" بوجه جديد يسمى "الأشعرية"، والضلال هو الضلال بل أخطر!

فالجهمية الأوائل: يُكذّبون السلف.

أما الأشاعرة: فإنهم يَكذبُون على السلف.

‏والكذاب أخطر من المكذب! لاجتماع الوصفين فيه.

‏وذلك لأنهم حين رأوا أن إظهار قول الجهمية سوف يصادم بآثار السلف في الإثبات فيفتضحون ويكتشف أقل الناس علما أنهم جددوا دين جهم ومقالاته، لم يجدوا بُدّاً من ترويج باطلهم بـ"الكذب على السلف" وادعاء أن مذهب السلف لم يكن إلا قبول أخبار الصفات بلا معنى يُعلم!

‏وهو مذهب أهل التفويض (أهل التجهيل).

‏ولذلك لم يُعرف هذا المذهب إلا في القرن الرابع على لسان أبي منصور الماتريدي (ت:٣٣٣) والأشعري (ت:٣٢٤)

‏ويصفونه بـ: (الأسلم!) مقابل ما هم عليه أصلاً من "تعطيل الصفات" فيصفونه بـ(الأعلم والأحكم).

‏فاستخفوا عقول الجهال من أهل الإثبات، فصاروا على فريقين:

‏(١) فريق اغتر بدعوى العلم والحكمة: فتجهم مثلهم، وسلك مسلك التعطيل تحت شعار التأويلات التي هي بعينها تأويلات الجهم بن صفوان وبشر المريسي.

‏(٢) وفريق نفر من تأويلهم وقال: بل ألزم مذهب السلف الذي صوروه هم له! -وهو مذهب أهل التجهيل- وظن أنه هو فقال به! فهربوا من التجهم من باب، ودخلوا فيه من باب آخر.

ولما كان الحنابلة في تلك الفترة تبعاً لإمامهم أحمد في نبذ التعطيل وتأويل الصفات كان كثير منهم من أبعد الناس عن التأويل، بل ربما حاربوه، وصرحوا بتضليل أهله، لكن "منهم" من صدق أولئك المفترين الكاذبين بأن مذهب السلف هو "الجهل بالمعنى" فوقعوا في التجهم من حيث لا يشعرون.

وأما أهل المعرفة والتحقيق منهم -ومن غيرهم- فلم يخدعوا بهذه المكيدة الجهمية، وضللوا هؤلاء وهؤلاء، وقالوا بأن من يزعم عدم العلم بالمعنى عندنا أشد ضلالاً ممن يثبته ثم يتأوله.

‏وأثبتوا معاني الصفات على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى.

ويراجع كتابي "براءة الحنابلة من عقيدة أهل التجهيل"

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الطائف غرة شعبان ١٤٤٥

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني