دعوة لمناصرة الحجاب ومنع الاختلاط
وقــمــع اللــيــبراليين
عبر منابر الجمعة والمواعظ والمحاضرات والكتب والمطويات والأشرطة
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ)(التوبة:40)
الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري في مقابلة المدّ الليبرالي السعودي الماكر
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لقد تابع الكثير صولة الشرذمة الليبرالية الماكرة على الشيخ سعد بن ناصر الشثري بعدما أفتى في موضوع الاختلاط المزعوم أو المرتقب! في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، فقد استشاط حفنة ليبرالية عبر عددٍ من الصحف اللاتي تربعوا على عروشها (وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ) بما شرع الله تعالى من الحجاب وعدم الاختلاط بين الرجال والنساء، فثاروا ثورة رجلٍ واحد على (مجرد فتوى) عبر قناة إعلامية لا يعادل روّادها عشر الجالسين أمام الشاشات السعودية! فضلاً عن العربية فضلاً عن الإسلامية!
ومع ذلك فتحركت عقارب الليبرالية لما راق لها جوّ الصحافة، وكأن الأمر قُضي بليل! وكتبوا من الانتقادات الدنيئة، والإلزمات الرديئة، ما أظهر الله به أضغان قلوبهم، وما تُكنه نفوسهم الشيطانية من مكر وخبث تجاه البلاد وسياستها الشرعية!
فما إن صدع الشيخ الشثري بمقالته بلسان الحق الناطق بما شرع الله تعالى على ما يرضي الله عن حكم الاختلاط، وعن الآمال الإسلامية، النابعة من الأسس الشرعية التي قامت عليها المملكة العربية السعودية من أول تأسيسها، إلا وحصلت انتفاضة غضب من حثالة العرب! بل من أهل الجرب الغربي العفن! فـ أثارت فتواه "ردود فعل صحفية عنيفة ضد الشيخ في الصحف السعودية بدأت بجريدة "الوطن" بمقال لرئيس تحريرها أول أمس الثلاثاء, وبتسعة عشر مقالٍ في صحف "الرياض", "الجزيرة", "عكاظ"، "الحياة"، "الاقتصادية" ..... منها ثلاث افتتاحيات لـ"الجزيرة" و"الرياض" و"الاقتصادية", ومقالين لرئيسي التحرير: تركي السديري "الرياض", وخالد المالك "الجزيرة", وتصدرت ثلاث مقالات عن الموضوع الصفحات  الأولى في "الجزيرة" و"الرياض" و"الوطن" , ومقالان في الصفحة الأخيرة لجريدتي "عكاظ" لعبد الله أبو السمح و"الجزيرة" لمحمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، وقد بلغ عدد المقالات التي تناولت بالنقد العنيف رأي الشيخ سعد الشثري في قناة "المجد" ثمانية عشر مقالاً, مقابل مقال واحد وهو "رد الشيخ الشثري" على صحيفة "الوطن" في يومين متتاليين, منها مقال واحد نشر يوم الثلاثاء وثمانية عشر مقالاً أمس الأربعاء, واحتلت صحيفة "عكاظ" الصدارة في عدد المقالات التي تناول الموضوع بتسع مقالات في عدد واحد, وثلاث مقالات في "الوطن" , ومقالين في كل من "الجزيرة" و"الرياض", ومقال واحد في كل من "الاقتصادية" و"الحياة", ولم يتناول الموضوع في صحف "الشرق الأوسط" و"المدينة" و"اليوم" ؟
[ موقع سبق: http://www.sabq.com/sabq/user/news?section=5&id=794].
ولا غرو أن يتواصى أهل الباطل في نصرة باطلهم، كما قال الله تعالى عن أسلافهم من المشركين المفسدين في الأرض بعد إصلاحها: (وَانْطَلَقَ المَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ)(ص:6).
ولكن المؤسف حقاً هو تواني أهل الحق.
أنصار الشريعة.
ودعاة الفضيلة.
وأهل الغيرة والكرامة.
عن قمع أولئك الأوباش:
[1] بانتفاضة علمية فكرية: سلاحها قال الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[2] بزلزلة المنابر بالخطب الحقة المناصرة لهذا الأصل الأصيل الذي تتفانى الشيم العربية قبل المبادئ الإسلامية في نصره وتعزيزه من منع الاختلاط، وفرض الحجاب.
[3] بإغراق المجالس والمحافل بالكتب والأشرطة الداعمة لهذا الأصل.
ولا ننظر إلى سبيل الهالكين المتماوتين الذين هم في (سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)(الحجر:72) فاشتغلوا بمضاحكة السفهاء عبر القنوات الفضائية، ومجاراة الحمقى والنوكى، وتقديم التنازلات الشرعية تحت مظلة سعة الأفق، وأصالة التجديد! وعصرية المواجهة!!!!! والاشتغال بما يُرضي الجمهور من حل بعض المحرمات، وزعزعة بعض الثوابات الخالدات.
فهؤلاء هم الأئمة المضلون الذين حذرنا منهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فليس للإسلام منهم عز ولا كرامة.
لأن الدين لا يشرف بأمثالهم من المتماوتين المتخاذلين المتردين!
فالدين عظيم، ولا ينصره إلا العظماء، ولهذا كان الله تعالى أول ناصرٍ له هو العظيم عز وجل فقال: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:40)
وقال عز وجل: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) (غافر:51).
وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)(محمد:7).
فمحال أن تكون هذه المرتبة العلية من حظّ المتخاذلين المنحرفين المدبرين يوم الزحف العظيم!
نعم؛ إن الإدبار يوم الزحف على حصون أهل التوحيد والسنة، بات ظاهراً اليوم وللأسف من كثيرٍ من الخاصة فضلاً عن العامة.
عندما جاءت رايات العلمانية والليبرالية والصوفية والجهمية والرافضة وأهل الفسق والمجون متكالبة على التوحيد والسنة في بلاد الحرمين امتحاناً وابتلاءً من الله تعالى (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا)(الأحزاب:8). 
فتميز الناس اليوم في صدق انتمائهم للدين، وحقيقة انتصارهم للشريعة، فانكشفت الأقنعة، وظهرت حقيقة مقاصد الكثير من الاتجهات، وتميزت الشعارات الصادقة من الشعارات المنافقة! فكان لدين الله أنصاره الصادقون، وذهب المتماوتون المميعون لثوابت الشريعة إلى حضيض الذل والهوان (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ)(الدُخان:29).
فيا شباب الإسلام.
ويا أهل الغيرة والحمية.
ويا أنصار التوحيد والسنة.
لا أناديكم إلى حمل السلاح إلا سلاح العلم والبيان، والخطب والمواعظ، والكتاب والشريط.
فهبوا بصولة نبوية أثرية عربية.
فأنتم للمسلمات حجاب وستر، فإن كُشف هذا الستر من جهتكم، فأي سترٍ يبقى لهن بعد ذلك؟
يا أهل الغيرة؛
ربنا عز وجلّ يغار.
ونبينا صلى الله عليه وسلم يغار.
أما آن لأهل التوحيد والسنة، وأنصار الله ورسوله أن:
يــغـــاروا عـلــى مـحــــارم الله؟
وأن تلتهب قلوبهم في أياديهم حرقة وحمية لنصرة دين الله؟
وأن تزمجر أصواتهم على المنابر دعوة للحق، ونبذاً للباطل بالقواعد الشرعية النبوية؟
أين الخطب التي تذرف منها العيون؟
أين المنابر التي تَحْشِد تحت أعوادها المليون؟
كفانا انخداعاً بمكر الشيطان عندما نناقش أموراً جانبية، وقضايا أسرية، ومشاكل تربوية! ونهمل أصل الأصول، وحصن الحصون!
وقد قلتُ منشداً من قبل:
تَتَابَعَ الجَهْلُ والأهْوَاءُ مِنْ بِدَعٍ   =   عَمّتْ وطَمّتْ بِلا رَفْضٍ ونُكْرَانِ
فَمِلّةُ الرَّفْضِ تَهْنَا اليومَ في دِعَةٍ   =   نَادَى إلى القُرْبِ مِنهَا كُلُّ شَيْطَانِ
كَذَا التَّصَوُفُ بَاتَ اليومَ في رَغَدٍ   =   يُدْعَى إليهِ بِلا خَوْفٍ وإبْطَانِ
بَلْ والتَّزنْدُقُ مَقْبُولٌ لَهُ شَرَفٌ       =   حُرِّيَةُ الرَّأي مَعْ تَزْييفِ أذْهَانِ
واسْتَأسَدَ الجروُ في فَخْرٍ وفي بَطَرٍ   =   وَقَالَ: (إني سُعُودِيٌ وعِلْمَاني!!)
فأُغْمِدَ السَّيفُ عَنْ هَذَا وشِيْعَتِهِ    =  وَصَار في النِّاسِ ذَا قَدْرٍ وَذَا شَانِ
وأُغْرِقَ النَّاسُ في لَهْوٍ وفي لَعِبٍ    =   وَقَدَّمُوهَا عَلى تَرْتِيلِ قُرْآنِ
وإنْ تَرَى الدِّين في أتْبَاعِهِ فِرَقٌ    =    تَفَرَّقُوا بَينَ تَبْلِيغٍ وإخْوَانِ
وَأهْمَلُوا دَعْوَةَ التَّوْحيدِ وانْصَرَفُوا  =   مَعْ كُلِّ رأيٍّ بِلا عَقْلٍ وإمْعَانِ
بَلْ حَارَبُوا سُنَّةَ المخْتَارِ واتَّبَعُوا    =    أهْوَاءَهَمْ وانْطَوَوْا مَعْ كُلِّ خَوَّانِ
فاطْرَحْ فُؤادَكَ في خَوْفٍ وفي رَغَبٍ   =    وَقُلْ سَألتُكَ رَبِّي صَونَ إيْمَاني
واشْدُدْ إِزَارَكَ يَا شَيخَ الُهدَى نَصَباً    =    واصْبِرْ وَصَابِرْ وَصُلْ وانْزِلْ بِفُرْقَانِ
وَجَدّدِ العَهْدَ بِالتَّوْحِيدِ فِي جُمَعٍ     =     وَحَذِّرِ القَومَ مِنْ شِرْكٍ وَكُفْرَانِ
وابْرَأ إلى اللهِ مِنْ إرْجَاءِ مُبْتَدِعٍ  =   وَمِنْ غُلوِِّ حَرُورِيٍّ بِطُغْيانِ
يا شَيْخُ ذَابَ الفُؤَادُ اليَومَ مِنْ كَمَدٍ  =   وَأحْرَقَ الَهمُّ أحْشَائِي وأجْفَاني
مما أَرَى مِنْ غِيابِ الحَقِّ مِنْ خَوَرٍ   =     وَمِنْ فَسَادٍ فَشَى في كُلِّ أوْطَاني
فَلا رَشِيدٌ لَهُ في اللهِ صَائَلةٌ     =     فَينْشُرُ الَحقَّ مَعْ تَأكِيدِ تِبْيَانِ
ويَرْفُضُ الكُفْرَ مِنْ قَولٍ وَمِنْ عَمَلٍ    =   وَيُنْكِرُ الشَّرَ مِنْ فِسْقٍ وعِصْيانِ
أيْنَ الَّذِينَ لهمْ في الحَقِّ دَائِرَةٌ     =      عَلى العَدُوِّ بِلا خَوْفٍ وخُذْلانِ؟
أيَنَ الَّذِينَ سَقَوْا مِنْ حَرِّ غَيْرَتِهِمْ   =     بِيضَ السِّيوفِ بِدمِّ الكَافِر الجَاني؟
أيَن َالَّذِينَ أذَاقُوا كُلَّ مُبْتَدِعٍ    =        تِرْيَاقَ حَقّ بَآثَارٍ وَبُرْهَانِ؟
أيَنَ الَّذِينَ إذا جَاءَ الضَّلالُ أتَوا     =     يَسْتَبْسِلُونَ بِزِلْزَالٍ وبُرْكَانِ؟
أينَ الَّذِينَ أضَاءَ المجْدُ صَفْحَتَهُم    =    فيُذْكَرُونَ بِهِ مِنْ غَيرِ نِسْيَانِ؟
أيَنَ الَّذِين أشَادُوا الدِّينَ وانْتَصَرُوا    =     وَحَطَّمُوا كُلّ أصْنَامٍ وأوْثَانِ؟
أيَنَ الَّذِينَ أبَوا مِنْ فَرْطِ عِزَّتِهِمْ      =   أنْ ينْثَنُوا عِنْدَ دُنْيَا السَّاقِطِ الوَاني؟
أيَنَ الَّذِينَ إذَا نَادَى الأذَانُ أتَوْا      =   لم يُلْهِهِمْ بَيْعُ أثْمَانٍ وَدُكَّانِ؟
أيَنَ الَّذِينَ لهم في اللَّيلِ نَافِلَةٌ    =     مِنَ الأولى بَينَ عُبّادٍ وَرُهْبَانِ؟
كَانُوا فَبَانُوا سِوَى قَوْمٍ لهمْ أثَرٌ    =   قَدْ صَبّرُونَا بِإرْشَادٍ وَسِلْوَانِ
وَرَابَطُوْا في رِيَاضِ العِلْمِ وانْتَهَلُوْا   = مِنْ كُلِّ شَيْخٍ غَزِيرِ العِلْمِ يَقْظَانِ
وبَيَّنُوا الحَقَّ لا خَافُوا ولا نَكَلُوا     =   وَأشْهَرُوهُ ضُحَىً في كُلِّ مَيْدَانِ
لَوْلاهُمُوا لم أجِدْ في الأرْضِ مِنْ فَرَحٍ   =    وَحَطّمَ الحُزْنُ أعْضَائِي وَأرْكَانِي
بِاللهِ يَا أمَّةَ التَّوحِيدِ لا تَهِنُوا   =  وَطَهَّرُوا النَّفْسَ مِنْ خَوْفٍ وَأحْزَانِ
وَوَحِّدُوا الصَّفَ بالتَّوْحِيدِ وانْتَصِرُوا    =   لملةٍ نَالَهَا مِنْ كُلِّ عِدْوَانِ
وحَارِبُوا الشِّرْكَ والضُلاّلَ واجْتَمِعُوا     =  صَفَّاً كَبِيتٍ سَمَا مِنْ خَيرِ بُنْيَانِ
وفي الخِتَامِ سَألتُ اللهَ عَنْ ثِقَةٍ     =   فَهُوَ الَّذِي مِنْ جَمِيل الفَضْلِ أعْطَاني
أنْ يَنْصُرَ الحقَّ نَصْرَاً لا مَثِيلَ لَهُ    =  بِحَوْلِهِ ثُمَّ يُرْدِي كُلَّ بُطْلانِ
وَينْشُرَ الدِّينَ في يُسْرٍ وفي سِعَةٍ   =   حَتَّى تُسَرُّ بِهِ رُوْحِي وَأعْيَاني
ثم الصّلاةُ عَلَى المُخْتَارِ مِـنْ مُضَرٍ   =   ما غَرّدَ الطَّيرُ صُبْحَاً فَوْقَ أغْصَانِ
فأسال الله تعالى الكريم أن يوحد صفوفنا، وأن يجمع قوتنا، وأن يؤلف بين قلوبنا، وأن يربط على قلوبنا، وينصرنا على عدونا، وأن يبقى هذه البلاد نصرة لدينه، وعزة لشريعته، وأن يصلح ولاة أمورنا، وأن يعيذهم من كلّ شر، وأن ييسر لهم بطانة الخير، وأن يصرف عنهم بطانة الشرّ والضير، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب
بدر بن علي بن طامي العتيبي
عضو الدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف
عضو الجمعية العلمية السعودية لخدمة السنة وعلومها
الخميس 12 شوال 1430هـ




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني