من المختارات لكم (76): حقيقة ما حصل لمحمد بن حسن الددو حول مسألة تكفير من قال بخلق القرآن ووقفات مع بيانه الأخير

حقيقة ما حصل لمحمد بن حسن الددو حول مسألة تكفير من قال بخلق القرآن
ووقفات مع بيانه الأخير
الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد وقفتُ على أسطرٍ كتبها محمد بن حسن الددو الشنقيطي، يذكر فيها تفاصيل ما حصل له قبل عشرين سنة؛ أيام دراسته في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بشأن مسألة تكفير من قال بخلق القرآن، وحكى فيها أموراً غريبةً تحتاج إلى برهان، وإثبات صدق اللسان، في مجال الإثبات وطلب البيّنات، ولكن بغض النظر عن صِدقِهِ وعدمِه في مقاله المذكور، إلا أنّ لي نظرٌ كما له ولغيره نظر، خاصة وأنني كنتُ طرفاً في قضيته تلك السنين، وأنا ممن عايش تلك الواقعة، وما حصل فيها، فأقول:
كان الددو يقيم معنا في إسكان جامعة الإمام محمد بن سعود، وكان يقيم دروساً علمية في مقرّ سكنه، وفي جامع الإسكان، ودرسه كان في صحيح البخاري، ولم أكن أحضره حين ذاك لملازمتي لدروس شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى، ولم يكن يُظهر من الددو من شذوذ الأقوال التي أذيعت عنه وأشيعت مؤخراً من كلامه عن التصوف وعقائد الأشاعرة وغير ذلك من المعضلات! غير أنه تكلَّم في مسألة القول بخلق القرآن، وقرّر أنَّ أهل العلم مختلفون في تكفيره! وأن كُفْره على التحقيق كفرٌ دون كفر! فثارت ضجةٌ علميةٌ حينذاك بين طلاب العلم، فالتقيتُ به في طريقه إلى مطعم الإسكان، ودارت المسألة بيني وبينه وأنا وإيِّاه على مائدة العشاء، ثم ذهبنا بعد ذلك سوياً إلى غرفته في مقرّ سكنه، والحديث كلّه عن هذه المسألة، ورأيت أن الرجل أخطأ في فهم المسألة ومواقف الأئمة خطأً واضحاً بيناً نبّه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في "المسائل المادرينية" وغيرها، وهو أنَّه هو وغيره! نظروا إلى "أقوال" الإمام أحمد في تكفير من قال بخلق القرآن فإذا هي كلّها متفقة غير مختلفة في كُفر من قال بخلق القرآن الكفر الأكبر المخرج عن الملة، حتى نقل القاضي ابن أبي يعلى في "الطبقات" ( 1/326 ) في رواية محمد بن يوسف الطبّاع قال : سمعت رجلا سأل أحمد بن حنبل فقال : يا أبا عبد الله أُصلي خلف من يشرب المسكر ؟ قال: لا ، قال : أُصلي خلف من يقول القرآن مخلوق ؟ قال : سبحان الله أنهاك عن مسلم وتسألني عن كافر !! ، وأسنده الآجري في "الشريعة" [ص81 ].
ونقل القاضي أيضاً (1/133) في ترجمة يحيى بن عبد الوهاب يروي عن عمّه قال : أخبرنا عبد الله بن عمر الكرخي أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سئل أبي عن رجل وجب عليه تحرير رقبة مؤمنة ، فكان عنده مملوك سوء ، لقنه أن يقول بخلق القرآن ؟ فقال : لا يُجزي عنه عتقه ، لأن الله تبارك وتعالى أمره بتحرير رقبة مؤمنة وليس هذا بمؤمن ، هذا كافر .
ثم نظر هؤلاء -ومنهم الشنقيطي!- في "أفعال" الإمام أحمد و"بعض تطبيقاته" حيث لم يكفّر بعض من قال بخلق القرآن فظنُّوا أنه قولٌ ثانٍ له في المسألة، فزعموا أن للأمام أحمد في المسألة روايتين! وهذا وهـــمٌ نبّه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وأنَّ قول الإمام أحمد رحمه الله تعالى واحد، وأنَّ تقرير القول لا يناقض بتطبيق الحكم على المعين، وهو ما يسمى بـ :تحقيق المناط وتنقيحه، وأن ما يُنقل عنه من عدم التكفير إنما في تطبيقاته على بعض الأعيان، أما تقريراته، وكثيرٌ من تطبيقاته فإن قوله فيها واحد بالقول بكفر من قال بخلق القرآن، فيقول رحمه الله تعالى ( 12/487 ) : «وسبب هذا التنازع تعارض الأدلة فإنهم يرون أدلة توجب إلحاق أحكام الكفر بهم ثم إنهم يرون من الأعيان الذين قالوا تلك المقالات من قام به الإيمان ما يمتنع أن يكون كافرا فيتعارض عندهم الدليلان ، وحقيقة الأمر أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع ، كلما رأوهم قالوا من قال كذا فهو كافر اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين وإن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع بيّن هذا الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه ».
ثم ذكر شيخ الإسلام أن الإمام أحمد باشر الجهمية الذين قالوا بخلق القرآن ، وامتحنوا بهذا القول من العامة ، وكذا موقف الإمام أحمد من الخليفة ودعاءه له وحللهم مما فعلوه به ولو كانوا مرتدين لما استجاز أن يستغفر لهم.
ثم قال بعد ذلك : « ... وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفّر به قوما معينين فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان ففيه نظر ..» .
فتأمل آخر كلامه وكيف أن القول في المسألة واحد، بل هو محلّ إجماع بين أئمة السلف، فكيف يُدَّعى بالخلاف فيها.
ثم بعد اللقاء المذكور؛ كتبت ورقات بخطِّ يدي، وعندي مصورتها، جمعتُ فيها من حكى الإجماع في كفر من قال بخلق القرآن، وبعض من كفره السلف من الأعيان في هذه المسألة، وزرت الددو في غرفته، وسلمتها إليه، فشكر ذلك منّي، وكان هذا عام 1413هـ تقريباً، والتقيت به في معرض الكتاب الدولي وكان حينها في جامعة الملك سعود عام1414، وقلت: ما وصلني جوابكم عما في الأوراق؟ فقال: يصير خير إن شاء الله أو نحوه، ثم اشتكى لي من أذية بعض الشباب له، وتضييقهم عليه، فأنكرتُ ذلك، وقلت: هذا لا يليق، ولكن لابدّ أن توضح قولك عاجلاً ولا تترك مجالاً لكلام الناس.
وفي نهاية عام 1414هـ عَرضَ عليّ بعض الفضلاء كلاماً لابن الوزير اليماني يقرر فيه الخلاف في المسألة، وزلّ في ذلك زللاً مبيناً، فكتبت كتابي "إقامة الحجة والبرهان على كفر من قال بخلق القرآن وتحقيق خروجه من الملة" وهو مطبوع غير مرة، وقدّم لي فيه شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى، وتاريخ تقديمه (4/7/1419هـ) أي قبل موته بأشهر قليلة، وكذلك قدّم لي فيه مشايخي عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي وعبدالرحمن العياف والفوزان وابن منيع وعرضته على آخرين وأقروه مشافهة.
ثم في عام 1415هـ وصلتني ورقات بخط الددو يدافع فيها عن سيد قطب، ويقرر فيها المسألة بخلط وتناقض، فكتبت تعليقاً على ما كتب، وألحقته "ذيلاً" للكتاب وهو ضمن ما عُرض على شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى وبقية العلماء.
وفيه التَّصريح باسم الددو ومصورة ما كتب بخطه، ومع ذلك أثنى شيخنا على الكتاب وأوصى بطباعته.
ثم لي مع مقال الددو عدة مواقف:
الموقف الأول: قول الددو في دفاعه عن سيد قطب: «لو قال بخلق القرآن صراحة لما كان لنا تكفيره لأن الإمام أحمد لم يكفر المأمون و من كان حوله من علماء الجهمية القائلين بخلق القرآن بل كان يدعو للخليفة و يحلله».
وهذه مغالطة عظمى لواقع موقف الإمام أحمد، يكشف زللها ما تقدم، وينقضها ما هو ثابت عن الإمام أحمد من تكفيره لعددٍ من أئمة الجهمية بأعيانهم! فقد نقل ابن أبي يعلى (1/132) عنه أنه سئل عن ابن أبي دؤاد فقال: «كافر بالله العظيم!».
وأقواله وأقوال غيره من الأئمة صريحة في ذلك، فنقل عبدالله بن أحمد في كتاب "السنة" ( 1/128)  عن بشر بن المفضّل أنه ذكر ابن خلوبا وكان جهمياً- فقال : «هو كافر بالله العظيم».
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (1/402) أن بشر بن المفضل ذُكر عنده أحد الجهمية فقال: «لا تذكروا ذاك الكافر».
وكذا خالد بن عبد الله  القسري قتل الجعد بن درهم واستحل دمه لأنه كان يقول بخلق القرآن كما نقله البخاري في خلق أفعال العباد (ص29).
وكذا تلميذه الجهم بن صفوان رأس الجهمية كفّره غير واحد من السلف كيزيد بن هارون وغيره ، وكان عبد الحميد الحمّاني يقول : «جهم كافر بالله العظيم».
وكذا حفص الفرد فقد كفره الإمام الشافعي، فعندما قال حفص الفرد : القرآن مخلوق ، قال الشافعي : «كفرت بالله العظيم» وهذا نص صريح في تفكيره وردته ، ومن حكى عنه خلاف هذا القول فقد وهم.
وكذا الجهمي الخبيث بشر المريسي فكم من الأئمة من قد حكم بكفره ، بل حكى الدارمي في رده عليه ( ص 25 ) الإجماع على كفره.
وروى عبد الله بن أحمد في كتاب "السنة" ( 1/168 ) قال : حدثني إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة سمعت شبابة ابن سوار يقول : «اجتمع رأيي ورأي أبي النضر هاشم بن  القاسم وجماعة من الفقهاء على أن المريسي كافر جاحد نرى أن يُستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه».
وكذا نقل البخاري في "خلق أفعال العباد" (ص36) أن وكيع بن الجراح سئل عن رجل يُدعى مثنى الأنماطي فقال : «كافر».
وكذا قال يزيد بن هارون فيما نقله عند أبو داود في "مسائله عن الإمام أحمد" (ص 270 ) قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم قال : حدثني الثقة قال : سمعت يزيد بن هارون يقول: «بشر المريسي وأبو بكر الأصم كافران حلالي الدم».
وهذا محمد بن شجاع الكلبي وكان يقول بالوقف في القرآن ومع ذلك كفروه ، قال الخطيب البغدادي في " تاريخه " ( 5/351) : أخبرنا الحسن بن علي التميمي أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت القواريري يقول قبل أن يموت بعشرة أيام - وذكر ابن الثلجي - فقال : «هو كافر».
 فهذه نصوص واضحة عن الإمام أحمد وغيره من السلف فيها التصريح بكفر من قال بخلق القرآن.
الموقف الثاني: قوله: «و ذكروا أن سماحة الشيخ ابن باز كفر بشرا المريسي فذكرت أنا أن الذهبي أعلم من الشيخ ابن باز و أنه ختم ترجمة بشر بقوله ( و لكن أبى الله أن يكون من شهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و صلى الخمس إلى القبلة و زكى و صام و حج البيت الحرام كمن لم يفعل شيئا من ذلك و نعوذ بالله من البدعة و أهلها».
المفاضلة بين شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى والذهبي في باب الاعتقاد مما ينبغي الاعراض عنه أصلاً، تأدباً مع أهل العلم، ولكن إن جاء موجب ذلك وداعيه، فشيخنا ابن باز رحمه الله أعلم من الذهبي في مسائل الاعتقاد ورحم الله الجميع- بل سمعتُ شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى ينقد الذهبي في بعض مقالاته، وقال: «ما عنده بصيرة بالعقيدة!» أو نحو هذا الكلام؛ ثم إن كان هناك مفاضلة فالإمام أحمد ويزيد بن هارون ووكيع وأئمة السلف أعلم من الذهبي عفا الله عنه- ولا يقدّم قوله على قولهم، وقد كفروا بشراً المريسي وأجمعوا على ذلك، وممن حكى الإجماع الدارمي في رده على بشر المريسي (ص25) وقول الذهبي لا ينقض الإجماع.
الموقف الثالث:  قوله: «فذكرت لهم كلام شيخ الإسلام في المسألة من الفتاوي بالجزء و الصفحة فأحضروها و قرئت ثم ذكرت لهم ما نقل صاحب كشاف القناع عن الموفق من أن داعية الجهمية المجتهد لا يكفر فاستغربوا هذا النقل و أحضروا كشاف القناع وفتحوا عن أحكام المرتد فذكرت أن الكلام ليس في هذا الموضع و إنما هو فيمن تقبل شهادته و من ترد فقرأنا الكلام في الكتاب  فاستغربوه كثيراً».
وهذا كلام ليس له نظام، ومن ذكر من العلماء هم أجلّة أهل بحثٍ وتحقيق، وأخصهم شيخنا عبدالله بن غديان، والشيخ بكر أبو زيد رحمهم الله تعالى، والكتب المشار إليها لا تخفى عليهم، ولا يخفى ذلك على شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى ففي "مسائلي عنه" سألته يوم الثلاثاء 21/10/1413هـ: هل أعيان الجهمية يكفرون ؟ فأجاب : «الجهمية المعروف عند أهل السنة أنهم كفار دعاتهم وأئمتهم» فقلت له: أعيان الجهمية هل يكفرون ؟ فقال : «ما فيه شك».
والتقيتُ بشيخنا عبدالرزاق عفيفي رحمه الله تعالى وهو من أعرف الناس بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتحقيق المسائل الكلامية، وسألته عن كفر من قال بخلق القرآن والجهمية، فقال: «هم كفار»، فقلت: هل فيه خلاف أم بالإجماع، فقال: «بالإجماع».
فقوله بأن العلماء يستغربون نقولات ينقلها الددو من أشهر الكتب عن أشهر الأئمة في أشهر المسائل، كلّ ذلك من المطاعن في أمانة نقله وقوله، والله المستعان.
الموقف الثالث: قال الددو (و بعد اتصل بي مكتب الشيخ فذكروا أن سماحته سيحضر درسي في مسجد الجامعة و فعلا حضر الشيخ بتواضعه و خلقه و أدبه و أبوته و تولى ختم الدرس و قدم النصيحة للطلاب و الأساتذة ).
قلت: وهذا مما لم يحصل حسب علمي- وأنا حينذاك شديد الملازمة لشيخنا ابن باز رحمه الله تعالى ودروسه، وعلى الددو البينة وشهادة العدول.
الموقف الرابع: عن البيان كلّه، أين هو طيلة تلك السنين، ولم يظهر إلا في هذه الأيام، مع العلم أن كتابي في كلّ أطواره، مخطوطاً ومصوراً ومطبوعاً وصل إلى الددو من حيث كتابته، فلماذا لم يبيّن الددو ذلك، ويدفع عن نفسه الشبهة؟ ولما عرضتُ على شيخنا الفوزان الكتاب قبل عشرين سنة تكلم بكلامٍ فيه حزنٌ وأسفٌ على الشباب، وأنّهم يغترون بهذا وأمثاله، ويتركون كبار العلماء الراسخين.
ثـــــم:
وللناظر التأمل والتفكر؛ مع جلالة من ذكر من العلماء، لماذا لم يذكر الددو شيخنا الفوزان، واقتصر على ذكر الأموات! مع العلم بأن شيخنا الفوزان رحمه الله تعالى كان هو على رأس من تحال إليه الكتب المنحرفة، والمقالات الفاسدة لنقدها والنظر فيها لسعة علمه في أبواب الاعتقاد، فلماذا لم تُعرض عليه تلك المسألة التي يكوّن لها الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى فريقاً علمياً، وبحثاً ومناظرةً ولا يكون من بينهم شيخنا الفوزان!
للناظر التأمل والنظر!
الموقف الخامس والأخير: من بطّأ به عملُهُ لم تُسرع به تزكيات العالمين، ومن عَلِم حجة على من لم يعلم، ولم يتكلم الددو في حياة أولئك الجلّة بكثيرٍ مما تكلم عنه مؤخراً من تعظيم الصوفية، والاعتذار للجهمية من الأشاعرة والماتريدية، وكلام الخطل في الديموقراطية، وبعض شذوذ فتاويه، وهذه كلّها تصرم التاريخ الماضي، وتنسخ كلّ تزكيةٍ مهما كان فضلها، وعَلت منزلتها، ولا يزكي الإنسان إلا عمله، وصالح أقواله، فمن طار فرحاً بتلك الأسطر من الددو، وأذاعها في وسائل التواصل بل حتى الصحف المحلية! ليتئد؛ وليراجع نفسه، ولا يخدع الناس برجلٍ قد زلّ وضلّ في عديدٍ من المسائل العلمية والعملية، ومن رام البينة على ذلك فليطلبها بوجهها، ولا يعمي البصر، ويكف السمع، عن البينات الواضحات الدالة على انحرافه عن السبيل، ومخالفته لما كان عليه المشايخ الأجلاء الذين يطلب زيادة رصيد مكانته بتزكياتهم، بما في ذلك الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى، وهو صاحب الردود المشهورة على عبدالفتاح أبو غدة تلميذ الكوثري! الذي من ضلالته أعني الكوثري- القول بالخلاف في مسألة خلق القرآن كما في تعليقته على الأسماء والصفات للبيهقي (ص328) ومثله عبدالفتاح أبو غدة، ورد عليه مشايخنا كالشيخ حمود التويجري وغيره.
واليوم الددو ينصر ما نصروا، ويقرر ما إليه ذهبوا، ثم يزعم أن الشيخ بكر أبو زيد كان مؤيّداً له ومؤانساً في سمر الليالي!
وختــــــاماً:
تبرأ الذمة من تكذيب من صدق، وظُلمِ مُسْلِمٍ بغير حق، ولكنَّ الأمرَ دين، وعندي أن الكلام عن الددو ليس فيما قال فيما مضى وانقضى، ولكن فيما يقوله اليوم ويقرر من فاسد الأقوال، ولولا أن بعض الفضلاء طلب منّي كتابة ما أعلمه عن تلك المسألة والرجل، وأنا من أطراف قضيته ما كتبت حرفاً، والله المستعان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
صبيحة الخميس 18 رجب 1436هـ

الطائف

تعليقات

  1. أحسن الله إليك ونفع بما تكتب

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. very very nice post

    شركة نقل اثاث بينبع


    شركة شراء اثاث مستعمل بالمدينه المنوره


    شراء الاثاث المستعمل بالمدينة المنورة

    شراء الاثاث المستعمل بالمدينة المنورة

    شراء الاثاث المستعمل بالمدينة المنورة

    شراء الاثاث المستعمل بالمدينة المنورة


    شراء الاثاث المستعمل بالمدينة المنورة



    شركة تنظيف كنب بالمدينة المنورة


    شركة مكافحة حشرات بالمدينة المنورة  


    شركة مكافحة حشرات بالمدينه المنوره


    شركة مكافحة حشرات بالمدينة المنورة


    شركة كشف تسربات المياة بالمدينة المنورة

    شركة نقل اثاث بالمدينة المنورة

    شركة تركيب غرف نوم بالمدينة المنورة


    شركة مكافحة حشرات بينبع


    شركة تسليك مجارى بالمدينة المنورة


    شركة غسيل كنب بالمدينة المنورة


    شركة تنظيف كنب بالمدينة المنورة


    شركة تنظيف خزانات بالمدينة المنورة


    شركة تنظيف خزانات بالمدينة المنورة


    شركة مكافحة حشرات بالمدينة المنورة


    شركة مكافحة حشرات بينبع  


    شركة تنظيف خزانات بالمدينة المنورة


    شركة غسيل كنب بالمدينة المنورة


    شركة غسيل سجاد بالمدينة المنورة

    شركة تنظيف شقق بالمدينة المنورة


    شركة كشف تسربات المياة بالمدينة المنورة


    شركة تنظيف خزانات بالمدينة المنورة


    شركة تنظيف كنب بالمدينة المنورة


    شراء الاثاث المستعمل بالدمام


    شركةغسيل كنب بينبع


    شركة غسيل كنب بالمدينة المنورة

    ردحذف
  5. يرتبط استجابة المدى تصميم مواقع الإنترنت لمفهوم تطوير وتصميمشركة تصميم مواقع فى السعودية
    الموقع بطريقة تساعد العلمانيين شركة نقل اثاث بجدة إلى الحصول على تغييرها
    وفقا لقرار شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص بالمستخدم. بشكل افضل شركة تصميم مواقع بالرياض
    أكثر تحديدا، فإن مفهوم يسمح لتخطيط 4 عمود المتقدمة 1292
    بكسل، على شاشة عرض 1025 بكسل، أن السيارات يبسط إلى 2 الأعمدة.
    أيضا، فإنه يحدد بشكل مناسب على شركة نقل عفش بجدة شاشة الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي.افضل شركة تصميم مواقع بالرياض
    هذه التقنية تصميم معينة نسميه "تصميم استجابة".
    افضل شركة تصميم مواقع الكترونية
    الآن يمكنك اختبار موقع الويب افضل شركة تسويق الكتروني بالرياضالخاص بك باستخدام أداة تصميم مجيب.

    استجابة تصميم الشبكةافضل شركة تسويق الكتروني بالسعودية هو نسخة تصميم مختلف تماما من

    ردحذف
  6. الصراخ على قدر الألم قبح الله الحقد يا بدر

    ردحذف
  7. رد فيه كثير من عدم الإنصاف، والتحامل، فلا ترد الدعاوي بالافتراضات، بل بالبينات، ثم إن الددو ذكر حضور الشيخ الفوزان.
    ثم لماذا التحامل على مقام أعطاه الله لأحد عباده، ولك يا شيخ مقام معروف فهنأ به وإياك من الوقوع فيما تحذر منه طلابك من الوقوع في الأعراض.
    والحمد لله على أن كلام الأقران مطوي غير ذي أهمية لاحتمال حظوظ النفس.

    حفظك الله يا شيخنا وحفظ الددو وكل علماء المسلمين

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من المختارات لكم (130): نفي نسبة كتاب الحرف والصوت للنووي

من المختارات لكم (147): الرد على دعدوش وكلامه في صراع نجد والحجاز ومن يحق له امتلاك الحرمين

من المختارات لكم (45): وقفات مع عقيدة حاتم العوني