من المختارات لكم (79): ما الفرق بين خالد المولد وسيد قطب وسلمان العودة؟
ما الفرق بين
خــــــــالـــــد
المـــولـــــد
وسيد قطب
وسلمان العودة؟
إما أنهم كلهم أصحاب دين
أو أنهم جميعاً مجانين؟!
الحمد لله؛ والصلاة
والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فقد تابعتُ لقاء داود
الشريان مع الموقوف خالد المولد؛ والرجل معتوه عقدياً وإن دفع عن نفسه التخلف
العقلي! ومن سمع كلامه، وتأمل في طريقة عرضه لدينه، ظهر لديه هذا جلياً، ونسأل
الله السلامة والعافية.
ولكن لي مع
اللقاء عدة وقفات أراها مهمةٌ:
أولهـــــــــا: أن السجونَ
مليئةٌ بهذا الجنس وأكثر على متنوع الأفكار والمذاهب، بين الجنون والمجون، والتخلِّفِ
والانحرافِ، فما هذا الرجل إلا صورة من صور التخلف الذي تحجزه هذه الدولة عن أفراد
المجتمع، صيانة لدينهم ودمائهم وأموالهم، فهو مبتلى، وقد أمرنا النبي صلى الله
عليه وسلم بأن نقول عند رؤية المبتلى: «الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني
على كثير ممن خلق تفضيلا» فلا يليق بالمسلم التهكم بهذا الرجل، ولا الضحك على
بعض سخيف كلامه، ولا تناقضاته وتخبطاته، فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به
وفضلنا على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً كثيراً.
ولئن كان المسلم يقول هذا
الدعاء عند رؤية المريض والمبتلى، وهم يؤجرون ويثابون، فقوله عند رؤية من ضلَّ وزلَّ
عن السبيل من أهل البدع والأهواء أحقّ من باب أولى.
والثــــــانيـة: أن سياسة داود
الشريان في برنامجه قد يكون لها من المقاصد الحسنة ما لها، ولكنِّها سياسةٌ رديئة
من جوانب خطيرة، وأهمها أن داود الشريان ليس نداً لما ينشر خلال برنامجه من شبه،
فهو من عموم العامة، ولا يجيدُ نقض الشبه، ومن خلال برامجه تمرَّر على العامة
العديدُ من الشُّبه التي ما سمعوا بها من قبل من غير نقدٍ ولا تمحيصٍ وكشف، وهُنا
محل الخطر البالغ في برنامجه، كما سبق في لقاء سابقٍ مع ثلاثة من الموقوفين، وقد
تكلمت عن ذلك هنا: (http://badralitammi.blogspot.com/search?updated-min=2013-01-01T00:00:00-08:00&updated-max=2014-01-01T00:00:00-08:00&max-results=22) واليوم
داود الشريان يعيد الكرَّة مع هذا الضال، وهو ينثر شبهةً هزيلةً لا تمر إلا على
السذّج والبسطاء، ولم يكشفها الشريان بما يروي الغليل ويشفي العليل من العامة.
الثــــالثـــة: أعاد هذا
الضال المنحرف الكلام عن إدخال قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور صاحبيه في
الحجرة النبوية داخل المسجد النبوي، وعدّه من المنكرات المعضلات، ثم بنى عليه
قاعدة خارجية فاسدة، وهي كفر من لم ينكر المنكر! وهذا مما ينبغي أن يُتفطن له في
مسألة إدخال القبر في المسجد، فالرجل لم يقرر بأن البناء على القبر، أو إدخال
القبر في المسجد من المكفرات! وإنما يرى بأنه من المنكرات!
ثم بنى على هذا: أن من رضي
بالمنكر ولم ينكره أنه كافر!
ولو قال بأن البناء كفرٌ
ثم بنى عليه الحكم لكان بناؤه للنتيجة أسلم من اعترافه بأنه منكرٌ ثم يجرّه إلى
ساحة الكفر بمجرد عدم الانكار!
وهذه قاعدة خارجية؛ في
إطلاق كفر من لم ينكر المنكر، أو من جاهر بالمنكر، ويأخذون من ذلك قرينة على
الاستحلال المكفّر، وهذه النتيجة المؤلمة، الخارجية عن المقدمة الخارجية، لم تكن
من هذيان الحشيش! ولا من هذر الدراويش، وإنما زامن تبنيه لهذا المذهب الفاسد ظهور
مقالاتٍ فاسدة كاسدة تضارعها في المقدمة والنتيجة! كما جاء في كلامٍ لسلمان العودة
في شريطه "جلسة على الرصيف" محاضرة بتاريخ 8/5/1411هـ الوجه ( أ ): «وبعضهم يتعدى به المجاهرة إلى أن يسجل المعصية على شريط
ربما سجل بعضهم كما فعل بعض المغنيين ولا كرامة لهم: لأنهم مرتدون بفعلهم هذا!
أن يسجل أغنية كيف أنه غرر بفتاة وجرّها إلى المنزل وارتكب معها الفاحشة ، ويذكر
كيف وكيف وكيف ويذكر تفاصيل كثيرة ويجعل هذا في شريط يسمع عند بعض السفهاء وبعض
الفساق، وهذه ردّة عن الاسلام! وهذا مخلد والعياذ بالله في نار جهنم الاّ أن
يتوب لماذا لأنه لا يؤمن بقول الله عز وجلّ : (وَلَا تَقْرَبُوا الْزِّنَى)
الآية ».
وقال في شريط "الشباب
أسئلة ومشكلات" في كلامه عن المغنيين الذين يتبجحون بالرذيلة: «أنا مطمئن أن صاحب هذا العمل أقل ما يقال عنه أنه مستخف بالمعصية!
ولا شك أن الاستخفاف بالذنب -خاصة إذا كان ذنباً كبيراً ومتفق على تحريمه- أنه كفر
بالله، فمثل هؤلاء لا شك أن عملهم هذا ردة
عن الإسلام أقول هذا وأنا مرتاح مطمئن القلب إلى ذلك».
فمن مثل تلك العبارات؛
استقى خالد المولد ومن شابهه تلك العقيدة المنحرفة، بأن المنكر الذي لا يُنكر أنه
من دلائل استحلاله، ومن استحل فقد كَفَر، ومن كَفَر وجب خلعه وقتاله!
وهذا المولَّد حصد هذه
الثمرة من تلك الأشجار قبل عقدين من الزمن!
فكلّ ما
يوصف به هذا المولد من صحة العقل وسقمه ينبغي أن يوصف به سلمان العودة فهم في
الحال سواء! والتفريق بينهما من التفريق بين المتماثلات، وهذا ضرب من الهوى
والتحكم.
وهذا الضال واحدٌ من عشرات
ما بين سجينٍ وطليق! تأثروا بتلك التقريرات الفاسدة؛ يكفرون الحاكم والمحكوم، والعالم
والعامي، بما لا يوجب الكفر أصلاً، في مسائل عدة، كفروع الحكم بغير ما أنزل الله،
والاستعانة بالكفار، والالتزام بالمواثيق الدولية، وغير ذلك من المسائل التي يتكلم
فيها اليوم من شبابنا من لا يحسن أن يصلي ولا يعرف أحكام الطهارة!
الـــــرابعة: قول هذا الضال بكفرِ كلّ
أهل الأرض، وأنَّه وحيدُ الأمة، وفريدُ الإسلام، وأن عمومَ الناسِ كفّارٌ؛ ربما من
سمعه يقفُّ شعرُهُ، ويقشعِّرُ جلدُهُ، ويُلْحِقُ بالقائلِ كلَّ جُنونٍ ومجونٍ؛
بينما في حقيقة الأمر؛ الرجل تغذى عقيدته من حيث شعر أو لم يشعر! من سلفٍ له! وجاءت
له من طريق أو من أخرى عن زعيم التكفير المعاصر الهالك قطب المصري وهو الذي يقول في
"ظلال القرآن" (2/ 1057): «البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا الله. فأعطت
لهؤلاء العباد خصائص الألوهية. ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء، البشرية بجملتها،
بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات: «لا إله إلا
الله» بلا مدلول ولا واقع.. وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة، لأنهم ارتدوا
إلى عبادة العباد- من بعد ما تبين لهم الهدى- ومن بعد أن كانوا في دين الله!».
فأيّ
فرقٍ بين قول المولَّد وقول قطب المصري؟ فكلاهما يعتقد كفر أهل الأرض جميعاً إلا
هو ومن كان على فكره؟
الخـــامســة: مسألة الحجرة النبوية؛
ووجود القبر فيها، تكلم عنه الكثير، وقد تكلمت عنه في كتابي "إظهار العوار"
ببعض البيان، ومن آخر من بسط القول فيه فضيلة الصديق الوفي الشيخ صالح بن
عبدالعزيز سندي حفظه الله (http://www.salehs.net/download/kutub/ab15-jawab-an-shubhah-qobr-nabawi.pdf)
وبإجماع المسلمين لم يدفن النبي صلى الله عليه وسلم في داخل المسجد، ولا بني
المسجد على قبره ولا على قبر أحدٍ من البشر، وإنما كان دفنه في حجرة عائشة رضي
الله عنها، ودفن معه صاحباه أبو بكر وعمر ولم تكن الحجرة داخل المسجد، ولما احتاج
المسلمون إلى توسعة المسجد دخلت حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد
بما في ذلك حجرة عائشة رضي الله عنها وكان هذا في عهد عمر بن عبدالعزيز رضي الله
عنه، قال ابن كثير أثناء كلامه عنه : «وبُنى في مدة ولايته – أي عمر بن عبدالعزيز - هذه مسجد
النبي صلى الله عليه وسلم ووسعه عن أمر الوليد له بذلك ، فدخل فيه قبر النبي صلى الله
عليه وسلم».
ونقل الحافظ ابن كثير أن سعيد بن المسيب
أنكر إدخال حجرة عائشة رضي الله عنها في المسجد .
ومع ذلك لما تمّ الأمر، واضطروا إلى إدخال
الحجرة كان كما قال الحافظ النووي رحمه الله تعالى : «بنوا على القبر حيطانا
مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد فيصلي إليه العوام ويؤدي إلى المحذور ثم
بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا حتى لا يتمكن أحد من
استقبال القبر».
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يُدفن في
المسجد، وإنما في الحجرة، ومع كون إدخال الحجرة داخل المسجد أمرٌ محدث لم يكن على
عهد الصحابة رضي الله عنهم؛ إلا إنه عملٌ لا يصل إلى جلي المنكرات بله أن يصل إلى
موجبات الكفر! فهو من مسائل الاجتهاد التي لها محل من النظر، وقد تتابعت القرون
على الحجرة النبوية وهي داخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعدها العلماء
من جلي المنكرات، وإنما ينكرون ما يكون عندها من منكرات بدعية وشركية، فعلية
وقولية.
الســــادسـة: زعم هذا الضال –عافانا الله من غيه وضلاله- أنه كاتبَ وناصحَ الأمراء والعلماء؛ وهذا
إن صح فلا يبرر له المسارعة بهذا الحكم الجائر، مع أن العلماء قد تكلموا وأوضحوا
هذه المسألة في العديد من رسائلهم ومؤلفاتهم، ولو اتهم هذا المأفون عقله أمام
أكابر العلماء الذين سبقوه لكان خيراً له، فهم أعلم وأحكم، ونحسبهم والله حسيبهم
من أصدق الناس ديانة وأمانة، وكما قال هذا الضال: «أن المسجد النبوي يهم عموم المسلمين» فمثل هذا مرجع الكلام فيه إلى كبار العلماء لا إلى شاب صغير في صدر
العشرينيات من عمره حينما أظهر ما أظهر.
وختاماً أسال الله تعالى أن يثبتنا على
التوحيد والسنة، وأن يعيذنا من مضلات الفتن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى
آله وصحبه أجمعين.
وكتب
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الاثنين 29 رجب 1436هـ
الله يفتح عليك يا شيخ ويثبتك
ردحذفبسم الله ولصلاه والسلام على رسول الله ...
ردحذفماقاله خالد مولد . سمعناه من حسن نصر الله .. ..(في مايتعلق بقبر النبي .عليه الصلاه والسلام قال انهم يريدون ان يهدموا قبر الرسول ؟
..فمن هم اصحاب هذا الفكر ...حسن زميره يقول انه فكر وهابي سلفي ...ومن كلامك تقول انه فكر اخواني .مستشهد بمقوله السيد قطب ومتهم الشيخ سلمان العوده . ... ..خالد مولد .بقول ان هذا الفكر تتبناه القاعده.. .
في اعتقادي طرح الافكار.المتشدده ليست هي المشكله وحلها ليس في الرد عليه او اثبات عكسها ....علينا معالجه التطرف
والبحث عن اسبابه .ومسبباته .والبيئه الحاضنه له ..الحديث عن التطرف المذهبي او الديني .شي جيد .ولكن الافضل البحث عن اسباب التطرف والمحرك لها . كان ديني او اجتماعي ..الحديث عن التطرف شي .ومناقشه ماافرزه التطرف شي اخر
الافكار المتطرفه او المتشدده ....موجود ه والافكار الوسطيه موجوده ...والنقاش لاينتهي وهو نقاش الطرشان ..الصحيح ان نناقش ظاهره التطرف ..بدون ربطها بدين او بالمجتمع ..
فاذا فهمنا اسبابها وعالجناها ..نجد ان الشخص الذي كان متطرف..اصبح وسطي .فنجده يبحث عن مايناسب هذه الوسطيه
وسيكون مدافع عنها ..المسئله تتعلق بشخص نقسه هل هو متطرف .
.